قضايا تبنتها نقابة الصحفيين

لم تكن «نقابة الصحفيين» مجرد لسان حال المجتمع الصحفي فقط، تعبر عن آرائه ومطالبه، والتصدي للاعتداءات على حرية الصحافة والإعلام، ولكنها ادركت جيدا الدور الوطني الذي يقع على عاتقها، باعتبارها أهم المنابر لتبني قضايا الشعب المصري، فكانت ومازالت لها دور في الحديث عن المظالم الاجتماعية والدفاع عن الوطن، فيما يلي استعراض لأهم القضايا العامة التي تبنتها نقابة الصحفيين.

تيران وصنافير

أهم القضايا التي تبنتها نقابة الصحفيين، قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، فقد احتضنت سلالم النقابة كافة المعارضين لاتفاقية ترسيم الحدود، ونظمت عدة وقفات احتجاجية أمام النقابة للتنديد بالاتفاقية.

وتبنى قيادات صحفية كبرى القضية ودافعت عنها، وقدمت النقابة ضحايا من أبنائها في تلك القضية بالقبض على الصحفيين بتهمة التظاهر وعلى رأسهم عمرو بدر، كما أنها كانت الشرارة الأولى لإطلاق احتجاجات "جمعة الأرض"، وفور إصدار القضاء كلمته بتابعية الجزيرتين لمصر، كانت أول المحتفلين.

وبعد أن دارت الأيام وعادت الاتفاقية للبرلمان الذي وافق على تمريرها، تداركت النقابة الأمر، وسارعت مرة أخرى للدفاع عن الأرض، والاعتراض على التنازل عن الجزيرتين، بتنظيم مظاهرات على سلالم النقابة.

الملف الفلسطيني

كانت القضية الفلسطينية من أهم القضايا التي تبنتها "نقابة الصحفيين"، فقد لعبت دور في التنديد بسياسة العنف التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ونظمت النقابة سلسلة من الوقفات الاحتجاجية أمام مقرها، احتجاجًا على سحب مصر مشروع قرار وقف الاستيطان المقدم لمجلس الأمن، في ديسمبر 2016، وخلال إحدى الوقفات أحرق المتظاهرون العلم الإسرائيلي، بناءً على دعوة لجنة "الحسيني أبو ضيف للدفاع عن حرية الصحافة".

ولم تكن تلك الواقعة الأولى والأخيرة في ملف تبني نقابة الصحفيين لملف الفلسطينيين، للنقابة تاريخ من الدفاع عن الفلسطينيين، ففي 2008، قررت النقابة تنظيم وقفة احتجاجية وتم خلالها أيضا حرق العلم الإسرائيلي، وعلق جمال فهمى عضو مجلس نقابة الصحفيين ومقرر لجنة الشئون العربية قائلًا، إن المجزرة الإسرائيلية على أهالي غزة بعد زيارة ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية للقاهرة ومقابلتها الرئيس مبارك، كانت سبب في شعورنا بالعار والرغبة في الوقوف تضامنا مع الفلسطينيين".

واهتمت النقابة بتنظيم ندوات، خلال ذكري نكبة فلسطين، وخلال الندوات تطرق الأعضاء والحضور إلى المواقف السياسية على المستوى الرسمى والشعبى في الأراضى المحتلة، وكيفية مساندة الأخوة الفلسطينيين.

الثورات

لم تكن نقابة الصحفيين بعيدة عن الثورات المصرية، فقد احتضنت مؤتمر حملة تمرد آنذاك، لإعلان عدد الاستمارات التي تم جمعها لعزل محمد مرسي.

وتعد النقابة إحدى شرارات اندلاع ثورة 25 يناير، عام 2011، حيث خرجت العديد من المظاهرات من أبوابها إلى ميدان التحرير، ولعل أبرزها، التظاهرات الغاضبة ضد سحل الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس، على يد رجال الشرطة، لتنطلق بعد ذلك شرارة الثورة في جمعة الغضب، ويتنحى في النهاية الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير 2011