المناظرات الدينيه لفوزية البرجوازية

بقلم : محمد عبد الوهاب

الدخول في نوبه ضحك هستيري تفقدك السيطره عليها داخل سرادق عزاء يعرضك لاحراج شديد ،،اما نوبه ضحك في مقهي شعبي بحاره المواردي يعرض حياتك للخطر خاصه مع تركيز رواد المقهي لحدث جلل ومناظره دينيه لثلاثه شيوخ دفعه واحده:

اسلام البحيري ( بالبدله )

الحبيب الجفري ( بالجلباب الابيض)

واسامه الازهري ( بالعمه والقفطان)

انت امام تشكيله ساحره ووجبه تليفزيونيه بها كل الاصناف .. بوفيه مفتوح لجوعي الفتوي وطالبي المخلص الفقيه .. ورغم المناوشات والمشاحنات بين رواد المقهي بين مؤيد ومعارض و التي وصلت لتراشق الالفاظ لم تتوقف ضحكاتي رغم محاولاتي لإخفائها.. سيطرت مخيلتي علي الموقف فاحداث فيلم فوزيه البرجوازيه للكاتب العظيم أحمد رجب رحمه الله ماثله امامي. واحداث الفيلم باختصار شديد لمن لم يشاهده تتلخص في استغلال طبقه من المثقفين باتجاهاتهم المتناقضه لاهل حاره المواردي الشعبيه لنشر الخلاف بين اليسار والامبرياليه الغربيه وخلافه مما يدفع اهل الحاره للتصادم، وجدتني امام معالجه دراميه اسلاميه جديده، فهذا حلاق رجالي يهاجم البخاري، وذاك ترزي حريمي يشكك في ابي هريرة، وآخر بقال يلعن مسيلمة الكذاب ليخرج عليهم صاحب المقهي.

بثقه العارف ببواطن الامور ان التراث الاسلامي.مصدر السياحه .. انتوا عايزين نهدم الغوريه وشارع المعز والقلعه ياكفره ? وعلي طريقه القدير ابوبكر عزت وتغيير لافته المحل ( لصالون حلاقه البيت الابيض) هاجم انصار اسلام البحيري الازهر بدعوي الرجعيه والجمود وحاره المواردي لازم تنضف من اليسار. الديني عميل المعسكر الشرقي وهم هنا يتحدثون في اغلب الظن عن شرق القاهره ،،،لينطلق انصار جمال اسماعيل لتغييرلافته المحل المقابل لتصبح ( بقاله الكرملين) مهاجمين اسلام البحيري بمندوب بابا الفاتيكان ارسلته امريكا لتدمير الاسلام ولما لا.

وثقافه الاسطي الميكانيكي ان روما هي عاصمه امريكا ومسقط رأس اوباما الكيني ،،،،،اشتد الصراع بين الفريقين دفاعا عن دين الاسلام ليصل لذروه الحدث بالاشتباك و( سب الدين ) .. تركت المقهي وقد انتابني الفضول للبحث عن اهم شخصيه في الفيلم .. محرك الاحداث الفنان سناء شافع فهو من زرع الفتن بحاره المواردي لجني المال من الطرفين، لم اجده ، النسخه الحديثه تركتها ورائي بتليفزيون المقهي.

انه الاعلام يا ساده.. من سمح لمشاركه العامه أمور الخاصه ،،اعلام خلق مناظره لطبيب جراح ودكتور التخدير ليتركوا تحديد ميعاد ونوع العمليه للمريض، والمريض بدوره يكيف الامور لخدمه راحته الخاصه ومصالحه الشخصيه،

الحلاق المؤمن يرفع لافته : ( وجوه يومئذ ناعمه )

والترزي: ( كل شئ فصلناه تفصيلا )

والبقال: ( كلوا مما رزقناكم )

وليطلي الاخواني حوائط المحل باللون الاصفر رمز رابعه والسلفي بالابيض والصوفي بالاخضر.. ولما لا، وثقافه العامه عن تاريخ مناظرات الفكر لا تتعدي انتخابات الرئاسه فتهافت الفلاسفه ناقشها الامام الغزالي بمقاهي وسط البلد وليس بصحن الازهر وتهافت التهافت ناقشها ابن رشد في حانات قرطبه.

( ويستمر العبث )

ياساده من هو صاحب المصلحه في التلاعب بالبسطاء والمتاجره بجهلهم بعلوم الفقه ?

هل التراث الديني قضيه قابلة لاستفتاء شعبي ?

التراث تاريخ توثيقي جامع لا انتقائي به الصالح والطالح. وحذف المعيب به يفقدنا قدره التمييز ويحرمنا قيمه الصحيح منه،لا قيمه للصواب بلا خطأ فالتضاد سنه كونيه ..اما الخوض بشكل فانتازي يؤدي لسفه مجتمع باسره، اما التطرف والارهاب لا علاقه له بالامر..او كنا شاهدنا تدمير التراث الادبي الاغريقي واليوناني والانجليزي بحجه ان اوديب ابن الحرام تزوج امه ، وان ماكبث بخنجره هو ملهم الفكر الداعشي، والعكس صحيح.

سينما يوسف شاهين بإنسانيتها الجميله لا تعني مطلقا ان صلاح الدين الايوبي قام بزياره ريتشارد في غرفه نومه لعلاجه آخذا معه كيس فاكهه وعلبه شيكولاته، انه التراث ياساده لايغوص باعماقه الا فئه قليله لقبت بالمثقفين او الباحثين اما مشاركه العامه بحجه التقدم وتجديد الخطاب الديني، فهو حق يراد به باطل، تكرار فاسد جدا لالهاء الشعب عن مطالبه ..فعلها النظام الاخواني وحرق بنار التكفير وفعلها نظام مبارك بمشاكل كره القدم واحترق بالالتراس صناعته بعد ايهامهم ان المشجع له رأي في المدرب وتشكيله اللعب بل ومجالس الادارات ، مابالكم ياساده بإعلام يساوي بين عامه المسلمين وفقهاء العقيده ?

يارجال الدين ..المولي عز وجل جعلنا درجات في حبه بين مسلم وعابد ومؤمن وفقيه حتي لايختلط الحابل بالنابل،

لا تعبثوا بمقدرات الوطن ..

حاسبوا ..

إعلام فوزيه البرجوازيه .