أبشع عصابات الأطفال
أن يخطأ طفل ويرتكب جريمة، يبرر ذلك أنه صغير فشل في التعامل مع الموقف، لعدم تدارك عقله عواقبه، فمن الممكن أن يعد أمرا طبيعيا، نظرا لعدم اكتمال نضجه الفكري، وإخفاق المجتمع في تعليمه كيفية التعامل مع المواقف، لذلك يتعامل القانون مع الصغار على أنهم أحداث، لكن أن يستغل الصغار فكرهم ويكونون عصابات لممارسة نشاط إجرامي معين، بما يسمى الجريمة المتكاملة فتلك هي الطامة الكبرى، التي تنذر بكوارث على المجتمع، بدخول دفعة جديدة عالم الجريمة، مما ينذر بإلزامية تسليط الأضواء على تلك الظاهرة.
عصابة الـ4 أحمد
عصابة الـ4 أحمد، المكونة من "أحمد.م" 18 عاما، "أحمد.م.ع" 17 عاما، "أحمد.ص" 18 عاما، "أحمد عادل" 18 عاما، "هشام.ه" 17 عاما، تخصصت في أعمال السرقة والقتل، كما سرقت مبلغ مالي قدره 6 آلاف جنيه خلال الساعات الأخيرة.
جريمة قتل متكاملة بكافة دوافعها، ارتكبتها العصابة في حق رجل مسن بهدف السرقة، وأقر المتهمون أنهم دبروا الخطة لسرقة المجني عليه، لأنهم يعلمون أنه رجل مسن يعيش بمفرده ومعه مبلغ مالي، لأنه يعمل في مجال تصنيع عربات الكارو فكان صيده سهلا لهم، مشيرين في اعترافهم إلى أنهم تسلقوا سور منزل مهجور مجاور للوصول لمنزل المجني عليه، ثم قاموا بتكبيل يديه ورجليه بالحبال ووضع "مخدة" على وجهه ليلفظ أنفاسه الأخيرة، وسرقة هاتفه المحمول و6 آلاف جنيه ليتقاسماها معا.
الكوكو
الوقائع لا تحصي ولا تعد، وما يصعب على العقل تخيله تشكيل عصابة باسم "الكوكو" من 3 أطفال، تخصصوا في سرقة "الموتوسيكلات" بمركز المنصورة بالدقهلية، ونجحوا بالفعل في ارتكاب 17 جريمة سرقة في مدن المنصورة وطلخا وتمي الأمديد.
عصابة الكوكو مكونة من "محمد.ك.ح" 18 عامًا، وشهرته محمد كوكو، سبق اتهامه في 17 قضية "سرقة"، "محمد.ص.ن" 14 عامًا، سابق اتهامه في 3 قضايا "سرقة"، و"عمرو.ج.ط" 15 عامًا، سبق اتهامه في قضيتي سرقة.
الثلاثي المرح
أما عصابة الثلاثي المرح، المكونة من ثلاث أطفال هم كل من "أحمد.ش"، "أحمد.د"، "محمد.ع" تتراوح أعمارهم بين 13-14 سنة، انكشف أمرها في أكتوبر 2016، بعد ارتكابهم حادثة بقرية الناصرية بمركز العياط.
تدور تفاصيل الواقعة، عندما خطفت العصابة طفلا من أصدقائهم يدعى "محمد.م" 4 سنوات، وتوجهوا به إلى إحدى المناطق النائية وأدخلوه إلى بيت تحت الإنشاء واعتدوا عليه بالضرب بحجر أعلى رأسه فتهشمت وغرق في دمائه.
شرع الأطفال في إخفاء جريمتهم، فاتفقوا على حملة وإلقائه في أحد المصارف الصحية، وما أن اكتشفت الجريمة وسقط الأطفال في قبضة رجال الأمن، كشفوا عن أسباب تخلصهم من الطفل، وكان العذر أقبح من الذنب، فقد أكدوا في تحقيقات النيابة أنهم قتلوه ثأرًا منه، نظرًا لمعايرته لأحدهم باسم لا يروق له وبسبب "قلة أدبه"، وأمرت النيابة في نهاية التحقيق بإيداعهم إحدى المؤسسات الاجتماعية.
سرقة المدارس
والأصعب، عندما تخصصت عصابة أطفال في سرقة المدارس بدمياط، برعاية إسلام اليماني (16 سنة- نجار) ومقيم بالسيالة، وإسلام محمد ياسين، وشهرته إسلام السوجو (16 سنة- مدهباتي) ومقيم بمنية دمياط، وعبد الله مجدي الروضي (15 سنة- نجار) ومقيم بكوبري المطري، وجمال عبد الفتاح الجرسلي (18 سنة- عاطل) ومقيم بالسيالة دمياط (هارب).
نجحت العصابة في سرقة عدد من المدارس وعلى رأسهم، مدرسة الشاعر محمد الأسمر، ومدرسة عثمان بن عفان، وتمكنوا من سرقة 14 تليفزيون و(4) كاسيت باناسونيك متوسط الحجم، ولوحة مفاتيح كمبيوتر، وكاسيت (سي دى) كبير الحجم، وكاسيت باناسونيك كبير الحجم، وشاشة كمبيوتر، وريسيفر.
وتمكن رجال مباحث دمياط، من ضبط المتهمين في أبريل 2016، أثناء سرقتهم لمدرسة محمد حسن الزيات، وقد تحرر عن ذلك المحضر رقم 36 جنح قسم أول.
التحليل النفسي
وعن التحليل النفسي، يقول "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي، إن صحبة السوء السبب في كل ذلك، مشيرا إلى أنهم مجموعة من الأطفال لديهم الروح الإجرامية، يشجعون ويتفقون مع بعضهم البعض للوصول لمرادهم، خاصة أنهم يشاهدون الكبار يفعلون ذلك، فما الغريب في أن يفعلوا ما يفعله الكبار، خاصة أنهم يرون أنفسهم كبار في سن طفولة ما بعد العشرة.
وتابع الباسوسي:" تشيع تلك الظاهرة أيضا بين أطفال الشوارع، الذين أجمعهم واقع واحد، وقرروا أن ينتقمون منه بسبب سوء الظروف المعيشية التي يشيعونها، لذلك تعالت الأصوات لمداهمة أوكار أطفال الشوارع، لوقف تلك الكوارث".
