الوجبة المدرسية من «فول فاروق» لـ«باتيه 2017»

علماء وضباط، زعماء وقيادات معارضة، محاربين وسياسيون، وباقي أطياف المجتمع المصري يعرفون جيدًا المقصود بـ«الوجبة المدرسية» تلك التي كان يأكلونها في مدارسهم، ليستطيعوا تكملة يومهم المدرسي الطويل.

وتحولت الوجبة المدرسية إلى جزء من تاريخ أي شخصية باتت مشهورة، فالكثيرون منهم تذكروا ما كانوا يتناولونه في مدارسهم، لتمر السنوات وتتحول تلك الوجبة إلى كارثة لدى بعض الأطفال بعد أن تسمموا بسببها.

4 أنواع
ووفقًا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارتي التربية والتعليم والزراعة، أن هناك 4 أنواع من الوجبات المدرسية، وهي الوجبة الجافة، ولتي تتكون من: "رغيفين من الخبز، وقطعة حلاوة، وثمرة فاكهة"، والوجبة المطبوخة، وتقدم في المدارس الداخلية ثلاث مرات يوميًا، وهناك وجبة "البسكويت بأنواعه"، والرابعة هي "الفطيرة المحشية"، وكل هذه الوجبات، تتم وفق معايير برنامج الأغذية العالمية.

البداية
وكانت بداية الوجبة المدرسية بمنشور ملكي صادر عن الملك فاروق، حاكم مصر والسودان وقتها بـ«صرف وجبة مدرسية مجانية» لتحفيز الطلاب على الذهاب إلى المدرسة ودعم أسرهم، ولا يزال ساري على كافة أنحاء الجمهورية، ولم يتغير بتغير نظام الحكم، أو تعاقب الرؤساء على السلطة، أو الوزراء ممن تولوا حقيبة «التعليم» من وقت أن كانت «نظارة المعارف»، وإن كان شكل الوجبة تغير كثيرًا بمرور الزمن.

الملك فاروق
بدأت الوجبة المدرسية الأولى، التي أقرها الملك فاروق عام 1942، عبارة عن خبز وقطعة من الجبن وقطعة من الحلاوة الطحينية، وبعض حبات الفول السوداني، فضلا عن طبق فول كمكون غذائي رئيسي فيه، وظلت الوجبة كذلك لمدة 10 سنوات متكاملة.

عبد الناصر
وفي عهد جمال عبد الناصر استمرت الوجبة المدرسية، مع بعض التغييرات، بإضافة ثمرة فاكهة لوجبة الفول، والخبز، والجبن، والحلاوة"، وبعض التعديلات الأخرى التي اختلفت من محافظة لأخرى.

فعلي سبيل المثال، محافظة كفر الشيخ كانت توزع فول، وعلبة لبن، وقطعة جبنة مطبوخة، وعيش أو دقيق لعمل السندوتشات، وهو ما أكده إبراهيم حسين، المحامي الستيني، الذي عاصر الوجبة المدرسية في أواخر عهد الرئيس جمال عبد الناصر وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات، خلال استرجاعه لذكرياته مع الوجبة المدرسية في أواخر الستينيات وخلال عقد السبعينيات.

الثمانينيات
وفي الثمانينيات، تغيرت التغذية المدرسية بعض الشيء، بتقديم وجبة مغلفة، عبارة عن رغيفين عيش بلدي، وقطعة جبنة (نستو)، وعلبة مربى وأحيانًا حلاوة، وبرتقال"، فضلا عن تقديم "وجبات مطبوخة" لطلاب المدارس الداخلية.

التسعينيات
ظل الأمر هكذا حتى منتصف التسعينيات، حسب روايات جيل الثمانينيات، لم تتغير مكوناتها عما كانت تقدم، إلا أن الأمر اختلف في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتحول لـ«البسكويت» نحو 80 أو 100 جرام، يوزعه مسئول التغذية على الأطفال في وقت الراحة، من باب الترفيه على التلاميذ بوجبة حلوة وفي نفس الوقت مغذية، وصار «البسكويت» الوجبة الرئيسية، لكن في بعض الأحيان، يستبدل بـ"فطيرة المربى"، كنوع من التجديد والتطوير ورسم الفرحة على الطلاب.

خطة 2016
وظل الأمر كذلك، إلى أن وضعت وزارة التربية والتعليم خطة لتطوير برنامج التغذية المدرسية، بتوزيع الوجبة الجافة لأول مرة بجانب الفطيرة والبسكويت.

تشمل الوجبة قطعتي جبنة وقطعة حلاوة طحينة ورغيفي فينو توزع يومين في الأسبوع على طلاب محافظات الجيزة وبني سويف والمينا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر والبحر الأحمر، إضافة إلى يوم فطيرة التي يتم تصنيعها من قبل وزارة الزراعة وأيضا ويومين بسكويت بالعجوة، أما محافظات الوجه البحري توزع على الطلاب الفطيرة والبسكويت فقط، خاصة أن محافظات الوجه القبلي الأكثر فقرا وبالتالي تم تخصيص وجبة جافة توزع على التلاميذ بجانب الفطيرة والبسكويت.

لكن الخطة التي أكدت الدولة أنها تجاوزت المليار جنيه انتهت بنكسة، وتسببت في تسمم طلاب المدارس، وأغلق العام الدراسي الماضي أبوابه بنهاية مأساوية، بتساقط الطلاب نتيجة إعياء شديد بعد تناولهم لتلك الوجبات.

اللي جاي أحلى
حاولت الوزارة هذا العام تطبيق مثل «اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي»، وسارعت «راندا حلاوة» رئيس الإدارة المركزية للتسرب التعليمي بوزارة التربية والتعليم في الكشف عن تفاصيل استبدال الوجبة المدرسية بـ«الباتيه»، وستكون عبارة عن نوعين من الباتيه بالجبنة وسادة لطلاب المرحلة الابتدائية من الصف الأول الابتدائي حتى الصف السادس الابتدائي، بالإضافة إلى باكت حلاوة، وفطيرة بالعجوة لرياض الأطفال، على أن توزع على المدارس في شهر أكتوبر المقبل.