خطر التصحر يهدد الجيزة رغم حرب المحافظين ضد التعديات

رسميا.. تواجه مصر خطر التصحر بسبب تزايد التعديات على الأراضي الزراعية، وانضمت محافظة الجيزة مؤخرا إلى قائمة المحافظات التي تشهد تعديات على الأراضي الزراعية منذ ثورة يناير في العام 2011، حيث استغل بعض المخالفين الانفلات الأمني التي عاشته البلاد، فأنشأ آلاف المباني المخالفة وجرفوا الأراضي الزراعية. 

استغلال الانفلات 
وعلى مدار السبع سنوات مضت بعد ثورة يناير وجه محافظو الجيزة باستمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية ورصد أي مخالفات، ونجحت المحافظة بالتعاون مع الجهات الأمنية في إزالة تعديات على مساحات واسعة بزمام قرى المحافظة، وكان لكل المحافظين موقف موحد ضد التعدي على الأراضي الزراعية، بمختلف الطرق. 

كوارث بالأرقام 
وكشف تقرير صادر عن الإدارة المركزية لحماية الأراضي التابعة لقطاع الخدمات الزراعية، بشأن التعديات على الأراضي الزراعية الخصبة بالوادى والدلتا، سواء بالبناء أو التجريف أو التشوين، أن مخالفات التعديات منذ ثورة يناير وحتى 8 من الشهر الجارى، بلغت مليونًا و772 ألفًا و984 حالة تعد، على مساحة 78 ألفًا و764 فدانًا، وجار الحصر من قبل لجان الحفاظ على الرقعة الزراعية.

وأكد التقرير، إزالة إجمالى 422 ألفًا و767 حالة تعد على مساحة 23 ألفًا و843 فدانًا، ويتبقى حتى الآن مليون و350 ألفًا و217 حالة، على مساحة بلغت 54 ألفًا و922 فدانًا، وبناء على ذلك كلفت محافظة الجيزة مديرية الزراعة، لرصد أي حالة تعد على الأراضى الزراعية، والتعامل الفوري معها.

وتعاونت المحافظة مع الجهات الأمنية بإزالة المخالفات والتعديات على الأراضي الزراعية بمنشأة القناطر والبدرشين وأوسيم وأحياء بولاق الدكرور والعمرانية كانت التعديات عبارة عن مبانٍ خرسانية وأكشاك ومواقف سيارات وورش.

خطة الدالي 
وأكد اللواء محمد كمال الدالي محافظ الجيزة، أنه تم وضع خطة لتنفيذ كافة القرارات الصادرة لإزالة كافة أنواع التعديات على الأراضي الزراعية، مشيرا إلى أنه لا تهاون في الحفاظ على الأراضي الزراعية وتطبيق القانون، مضيفا أن المحافظة بدأت خطة عاجلة، لحماية الأراضي الزراعية من التصحر، وتم تشكيل لجنة من كافة الجهات المعنية لمتابعة الإزالات وغرفة عمليات بالمحافظة تعمل وفقا لجدول زمني.

وأضاف محافظ الجيزة، أن قطار إزالة التعديات لن يتوقف، مشيرًا إلى أنه لا تهاون في محاسبة مسئولى حماية الأراضي الزراعية بالوحدات المحلية حال التقاعس عن اتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي مخالفات بناء.

قطع الكهرباء 
وكان الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة السابق، أكد خلال توليه المسئولية بالمحافظة، على عدم توصيل التيار الكهربائي لأية مبان مقامة بدون ترخيص إلى جانب إيقاف نظام "الممارسة"، وخاطب شركة كهرباء جنوب القاهرة بذلك، اعتداد بأن الموقف القانوني يقتضي التزام المحليات بما جاء في خطابات وقرارات مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية بعدم توصيل الكهرباء للمباني المخالفة. 

خروج شحاتة 
وكان موقف عبد الرحيم شحاتة، محافظ الجيزة الأسبق، ووزير التنمية المحلية الأسبق، ضد البناء على الأراضي الزراعية، سبب خروجه من وزارة التنمية المحلية بعد أن ظل بها لمدة عام ونصف العام، فظل رافضا لهذا النوع من البناء، وأثيرت الأزمة وصعدت إلى مستويات أكبر، وعقدت لجان عدة، وفى كل مرة كان يقول نفس الرأى، وأكدت الكثير من المصادر أن إصراره على عدم منح تراخيص للبناء على الأراضي كان أحد أسباب خروجه من الوزارة.