نبذة عن أجاثا كريستي
السيدة أجاثا ماري كلاريسا والمعروفة باسم أجاثا كريستي، كاتبة خيال الجريمة الانجليزية، كما قدمت عدد من الروايات الرومانسية تحت اسم ماري وستماكوت، ولكن من الأفضل تذكرها برواياتها البوليسية الثمانين ومسرحياتها الناجحة، ولقد منحتها أعمالها وخاصة المحققين هرقل بوارو والآنسة جين ماربل، لقب "ملكة الجريمة"، وجعلتها من أهم الكتاب وأكثرهم إبداعاً في تطوير هذا النوع من الروايات.
ولدت أجاثا باسم "أجاثا ماري كلاريسا ميلر" عام 1890م في توركواي، مدينة ديفون، انجلترا، ولقد كانت أجاثا من أصول أمريكية بريطانية، والدها فريدريك ألفاه ميلر أمريكي الجنسية ووالدتهاكلاريسا مارجريت بوهمر بريطانية الجنسية، وكانت الأصغر بين ثلاثة أبناء، أخت اسمها مارغريت فاري ميلر وتدعى ماجي تكبرها بأحد عشر عام، وأخ اسمه لويس مونتانت ميلر ويدعى مونتي يكبرها بعشر سنوات، كان والد أجاثا سمسار ثري نسبياً، ولقد تلقت أجاثا تعليماً منزلياً منذ الطفولة المبكرة، علمها والداها القراءة والكتابة والحساب حتى بلغت الثانية عشر من عمرها.
في عام 1901 توفى والدها وتم ارسال أجاثا إلى مدرسة البنات في توركواي بمدينة ديفون - انجلترا، حيث درست من عام 1902 وحتى عام 1905م، ثم واصلت تعليمها في باريس من عام 1905 وحتى عام 1910م، ثم عادت أجاثا إلى عائلتها في انجلترا.
تزوجت أجاثا من زوجها الأول ضابط عسكري وطيار تحت التدريب أرشيبالد كريستي "أرشي"، تزوجا أوراخر عام 1914م، وأصبح اسمها أجاثا كريستي بعد الزواج، وهذا الاسم الذي استخدمته في معظم أعمالها الأدبية، بما في ذلك الأعمال التي قدمتها لمدة عقود بعد إنتهاء زواجها الأول.
خلال الحرب العالمية الأولى، تم ارسال آرشي كريستي للقتال في الحرب وانضمن أجاثا لمفرزة المساعدة التطوعية، وهي وحدة تقدم خدمات التمريض الميداني، حيث عملت كممرضة متطوعة غير مدفوعة الآجر من عام 1914 وحتى عام 1916م، ثم ترقت إلى مساعد صيدلي وهو المنصب الذي اكسبها راتبا زهيداً حتى نهاية الحرب، وانهت خدمتها في سبتمبر عام 1918م.
كتبت أجاثا روايتها الأولى "قضية ستايلز الغامضة" عام 1916، لكنها لم تتمكن من العثور على ناشر لها حتى عام 1920،ولقد قدمت في تلك الرواية شخصيتها الشهيرة هيركول بوارو والذي ظهر في 30 رواية من روايات كريستي، و50 قصة قصيرة.
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى انتقلت أجاثا وزوجها آرشي كريستي إلى لندن واستقرا في الحياة المدنية، ولدت طفلتهما الوحيدة روزاليندا عام 1919م، ونشرت رواية أجاثا الأولى "قضية ستايلز الغامضة" لأول مرة عام 1920، ونجحت نجاح كبير، ثم تبعتها بالروايات الناجحة، رواية الخصم السري 1922، ورواية القتل على الروابط عام 1923، وقصص قصيرة متنوعة، وسرعان ما أصبحت أجاثا كاتبة مشهورة.
وفي عام 1928 إنفصلت أجاثا عن زوجها آرشي، وحصلت أجاثا على الوصاية على ابنتها روزاليندا، وفي عام 1930 تزوجت من زوجها الثاني والأخير، ماكس مالوان، عالم آثار محترف، وظلوا متزوجين حتى وفاتها عام 1976م، ولقد كانت لرحلاتها المختلفة مع ماكس في الشرق الأوسط وقع كبير على رواياتها، حيث قدمت لها الإلهام للعديد من الروايات، مثل رواية، ثم لم يكن هناك شيء،ورواية القتل على قطار الشرق السريع، التي كتبتها عام 1934 في فندق باسطنبول بتركيا.
وفي عام 1934، استقر الزوجين أجاثا وماكس في وينتربروك ، أوكسفورد شاير، انجلترا، والتي كانت بمثابة محل إقامتهما الرئيسي حتى وفاتهما، وفي خلال الحرب العالمية الثانية، عملت أجاثا في تلك الفترة في صيدلية داخل مستشفى الكلية الجامعية، حيث حصلت على تدريب إضافي حول المواد المستخدمة في حالات التسمم، ولقد أثرت معرفتها بالسموم في رواياتها تأثيراً كبير، إذ أن معظم جرائم القتل في تلك الروايات تمت بالسم.
في عام 1956 أصبحت أجاثا قائد، ونالت وسام الإمبراطورية البريطانية، كما أصبحت قائدة سيدة من نفس الرتبة عام 1971، وحصل زوجها ماكس على لقب فارس في عام 1968، وكانا من بين الأزواج القلائل الذين تم تكريمهما بسبب عملهما.
استمرت أجاثا في الكتابة حتى عام 1974، وعلى الرغم من أن مشاكلها الصحية أثرت على أسلوبها في الكتابة، حيث تسببت ذاكرتها في إشكالية لعدة سنوات، ووجدت صعوبة في تذكر تفاصيل عملها، حتى أثناء كتابتها، وتشير الأبحاث الحديثة حول حالتها الطبية إلى أنها كانت تعاني من مرض الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف، توفيت لأسباب طبيعية في أوائل عام 1976.
كتبت أجاثا كريستي خلال رحلة حياتها 83 رواية، منها 67 رواية بوليسية، كما قدمت من القصص القصيرة، وأهتمت أيضاً بالمسرح فلقد كتبت 16 مسرحية من أشهرهم مصيدة الفأر وشاهد الإدعاء اللتان كتبتهما عام 1953م، كما قدمت أجاثا عدة روايات رومانسية تحت اسم ماري ويستماكوت، وفي النهاية نشر لها سيرة ذاتية بعد وفاتها عام 1977م.
