مصر والكويت.. وفرقة إنقاذ
بقلم: عماد النويري الجورنالجي
مايحدث بين الكويت ومصر بالفعل ، زاد عن حده ، والموضوع اكبر من مجرد بيانات ترضيه ، تخرج بين الحين والآخر من هنا وهناك ، تتضمن التعبير عن النوايا الحسنه ، واعتذارات، من كتاب ، وفنانين ، ورجال دوله , وتأكيدات ، علي عمق ( الأواصر ) و( الروابط ) ، و( العلاقات ) ، وكل شيء من هذا القبيل !!.
واري ان الموضوع يتجاوز في عمقه وأصوله ، وباطنه ، وظاهره ، كل ماصدر من تجاوزات في حق الشعبين ، من هجوم ، وشتائم ، ومعايرات ، تصل احيانا الي قضايا سب وقذف . وهذا الوضع يحتاج وبسرعه ، الي فرقه تدخل سريع، ليس لعوده الأمور الي طبيعتها ،( فانها لن تعود)!! ، وإنما لوقف نزيف علاقه مهمه لبلدين علي المستويات الاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية . وحتي الثقافية ، وهناك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار امام فرقه الإنقاذ المقترحه .
اولا. اري في ما اري ان جزأ كبيرا مما يحدث ، ليس موجها الي مصر بشكل خاص ، وإنما موجه الي كل ماهوعربي ، وكل ماهو وافد بشكل عام ، ونعود لنتذكر ان موجه العداء الاولي ضد العرب والوافدين، بدأت عندما احتل العراق الكويت ،وحدث جرح لم يندمل بعد في كل مايخص المشروع القومي العربي ، وكل مايقال عن الإخوه الإسلامية ، والتآخي الإنساني .
ومن المهم الاشاره الي ان التاريخ العربي قبل الغزو الصدامي كان شيئًا ،وبعد الغزو اصبح شيئا اخر . ربما مالانعرفه ان الجيل الذي يحكم الان ، والذي يجلس علي مواقع التواصل ،والذي يصدر القرارات ، والذي يكره ،والذي يحب ،هو الجيل الذي استيقظ في يوم قريب ، وليس ببعيد ، ووجد نفسه بلا وطن وبلا مآوي ، وكان عليه في لحظه ما ، ان يراجع كل الشعارات القومية التي أطعمته علي مدي عقود التسامح والمحبه ،فأصبحت تطعمه ،ربما دون رغبه منه ، بعضا من الكراهية ، ضد كل ماهو وافد ،مع تشكل الموجه الاولي للعداء.
ثانيا . المجتمع الكويتي غير انه مجتمع ديمقراطي دستوري ، الا انه أيضا مجتمع قبلي ،
طائفي، متعدد الأصول والقوميات ، وهناك من يحب المصريين ، ومن لايحبهم . وهذا امر طبيعي ، وفي كلا البلدين ، بشكل ظاهر وبشكل خفي ، ربما هناك من يعمل جاهدا علي تخريب كل علاقه صحيه بين البلدين مدفوعًا بحسابات مذهبيه، او تنفيذا لأجندات خارجيه .
ثالثًا . ان اغلب العماله المصريه في الكويت ، ونتيجه التجاره في الإقامات ، والذي يتشارك في جريمتها الكويتي والمصري علي حد سواء ، تراكم في الكويت اعداد كبيره من غير المؤهلين ، الذين وجدوا أنفسهم في منافسه مع عمالات أفضل ، وخلقوا متاعب كثيره للمجتمع الكويتي .جاءوا بوهم انهم الأفضل، وهم غير ذلك ، وتربوا علي مفاهيم تحتاج الي مراجعات ، باعتبارهم من قاموا بالتحرير !! وليسوا مجرد شركاء فيه ،وكان هذا واجب قومي لابد منه، دون معايره .
رابعًا . ان المجتمعات الخليجيه ، ومنها المجتمع الكويتي ، اصبح طاردًا للوافدين بسبب تداعيات كورونا الكارثيه علي الاقتصاديات وعلي السياسات العامه للدول .كما ان هذه المجتمعات حدث فيها تشبع للوظائف الوافده ، بعد الانتهاء من مشروعات البنية التحتية الأساسيه ، فهناك الاف من الخليجين الذين تخرجوا حديثًا ويقفون في طوابير انتظارًا لفرص العمل .
الموضوع اكبر من مجرد نائبه او نواب ، لهم مواقفهم العدائيه ضد مصر ،رغم انهم يمثلون قطاعا كبيرا من الشعب الكويتي ، ولهم حساباتهم الانتخابية وغير الانتخابيه. كما ان( الموضوع ) دائرته اوسع واكبر مما يحدث علي مواقع التواصل فهذا لايمثل الا قدرا بسيطا ، من مشكله كبيره ، تتداخل فيها عوامل كثيره ، وتستحق الانتباه والاهتمام .
واذا كانت السياسات الحكومية ، تتخبط احيانا، والنتيجه قرارات غير مدروسه، نتيجه عدم وضوح الرؤية ، فإن الأفراد من الشعبين ، الكويتي والمصري ، لايجب ابدا ان يتحملوا فواتير هذا التخبط باي حال من الأحوال . حتي يتم إنقاذ مايمكن انقاذه !!.