لبنى ونس: طفولتي كانت صعبة .. كنت بقعد علي رجل صاحب والدي في الطفولة ومكنتش اعرف أنه بيتحرش بيابطل الفيلم الفلسطيني مفتاح المصري أحمد سمير : أهدى هذا العمل للرئيس السيسي وشعب مصر حامل لواء القضية الفلسطينيةالدكتور علي بن تميم: تعزيز مكانة اللغة العربية ونشر التراث الثقافي استراتيجية دائمة لدولة الإماراتكلية الإعلام جامعة ٦ أكتوبر تنظم ملتقى” تقييم دراما رمضان ٢٠٢٥ ”القضية الفلسطينية إلى أين !!«التخطيط» تطلق «خطط المواطن الاستثمارية» لكافة المحافظات للعام المالي 2024- 2025شيخ الأزهر ووزير التعليم يبحثان تعزيز القيم الدينية والأخلاقية فى المناهجوزير الدفاع الإسرائيلي يشعل المواجهة: ”سنمنع إيران نوويًّا وننتصر في الحربوزير الثقافة ينعى سليمان عيد: فنان متميز استطاع ترك بصمة مليئة بالبهجة في وجدان المشاهديناكتشاف مقبرة الأمير ”وسر إف رع” أول ملوك الأسرة الخامسة بسقارةلعدم اكتمال النصاب.. تأجيل انعقاد عمومية الصحفيين إلى 2 مايووزيرة التضامن تلتقي سفير ألمانيا بالقاهرة لبحث التعاون في المجالات المشتركة
الجمعة 2 مايو 2025 06:35 مـ 4 ذو القعدة 1446هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
تحقيقات

الدكتور أشرف الأنصاري أهم علماء الطب البيطري في العالم: ”آن أوان” رد الجميل لمصر.. وحلمي وكثير من العلماء العودة للوطن ودعمه

الدكتور الكبير أشرف الأنصاري مع الكاتب الصحفي علاء طه
الدكتور الكبير أشرف الأنصاري مع الكاتب الصحفي علاء طه

[email protected]

*نشأتي في عائلة متوسطة بسيطة في قرية بالشرقية كانت سعيدة وجميلة.. وتخرجي في كلية الطب البيطري بالقاهرة كان الأساس

*بعد ست أشهر في هانوفر الألمانية لم أحتمل العنصرية.. وميتشجان الأمريكية احتضنتني ووفرت لي البيئة العلمية المناسبة

*نهاية السبعينات شهدت نجاحي في أكبر تحدي علمي حينما أنجزت إختبار الكشف عن مرض المايكوبلازما والذي سجل باسمي في كل مراكز العالم

*أَدين بالولاء لبلدي الحبيب مصر موطن التقاليد والتربية الروحية.. وأمريكا أَعطتني الفُرصة لكي أكون عَالمًا مَعروفًا في كل العالم

*أتمني أن تصبح مصر مثل أمريكا في "حاجات كثيرة".. والولايات المتحدة بها سلبيات لكن تقديرها للإبتكار والعلم شئ عظيم جدًا

*من أجل أن تنهض مصر يجب أن تتعاون وتنفتح علي العلماء المصريين في الخارج وتجذبهم للحضور إلي الوطن

*الرسالة التي يَهمني أن أُقدمها للشباب المصري هي"الاستمرارية" بمعني أنك يجب أن تستمر في حلمك ولا تتركه ولا تيأس ولا تسمح لنفسك بأن تغير رأيك أبدًا

*روشتة خروج مصر من الأزمة الإقتصادية يجب أن تشمل التخلص من الديون بطريقة آمنة والقيام بالخصخصة بشكل سليم والقضاء علي البيروقراطية

الدكتور الكبير أشرف الأنصاري

الدكتور أشرف الأنصاري، الأستاذ الزائر بجامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، من أهم علماء العالم في الطب البيطري والأمراض المعدية، ولد ونشأ وتربي في عائلة مصرية متوسطة الحال بإحدي قري ديرب نجم في الشرقية، لكنه ما إن تخرج في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة في سبعينات القرن الماضي، قرر أن يحقق حلمه في إكمال دراسته العلمية بالخارج.. لم تستهوه حياة التدريس الجامعي ولا الوظيفة المرموقة ولا شعارات المرحلة ما بين التدين الشكلي والإنفتاح الإقتصادي.. لم ينخدع ببريق الأحاديث السياسية ما بعد نصر أكتوبر العظيم، ولم تسلبه كلمات الشيخ كشك ولم تدغدغه أحاديث الشعراوي.. كان العلم يملأ حياته ويشغله عن إعلانات نجوم السينما الجدد الضخمة بالشوارع التي كانت تتصدرها إبتسامة عادل إمام يرتدي الجينز.. كل شئ كان مؤجلًا حتي "إشعار آخر".. ولم يتأخر الأمر كثيرًا، نظرًا لتفوقه العلمي، حيث حصل علي منحة من جامعة هانوفر الألمانية.. قضي في ألمانيا ستة أشهر يتعلم اللغة الألمانية، لكنه عاني في مجتمع كان يعاني من التفتت وعدم الاستقرار والإنقسام وجدار برلين الذي كان يقسم ألمانيا لشطرين رافعًا شعار " هنا الرأسمالية.. وهنا الشيوعية"، وفي القلب كانت العنصرية تلفع نيرانها الجميع ومن بينهم "أشرف الأنصاري" الذي أرقت حياته النظرة المتدنية للمصريين والعرب والمسلمين، وكل هذا لم يحلم به، كان يتوق للحرية وللمساواة ولبيئة علمية أفضل تحتضن أفكاره، فسرعان ما إنتقل إلي الولايات المتحدة الأمريكية بمنحة من جامعة ميتشجان، وهي من أكبر عشر جامعات في العالم.. كان العصر عصر الإدارة الأمريكية التي ركزت علي حقوق الإنسان والقيم الديموقراطية للخروج من هيمنة الحرب الباردة.. وكان الهم للشاب المصري الذي وجد ضالته في ميتشجان أن يحقق أحلامه العريضة في المجتمع العلمي، ومع حصوله علي الماجستير أصبح محط إهتمام المنظمات الدولية وأبرزها الأمم المتحدة في دراسة الأمراض البيطرية المتوطنة، ومع حصوله علي الدكتوراة امتلكت بفضله الولايات المتحدة الأمريكية والعالم القدرة علي السيطرة علي مرض المايكوبلازما المقيت وسجلت براءة إختراع إختباره باسم الدكتور أشرف الأنصاري وطار صيته في كل المراكز البحثية في العالم.. وما بين التدريس الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية والعمل بوزارة الزراعة الفيدرالية أثري الأنصاري الحياة العلمية بأمريكا والعالم، وتحول لنموذج علمي فريد في الإبتكار والتحدي.. خمسون عامًا ما بين القاهرة والولايات المتحدة الأمريكية تمثل رحلة علمية من طراز خاص، وقصة أسطورية تستحق أن تروي ليستفيد منها الشباب المصري، ومن رسائلها التي تجمع ما بين البحث العلمي والتحقق الذاتي، وتلضم ما بين حب الوطن وما بين أرض الأحلام، وتبرز الطريق الصحيح لتحقيق النجاح والشهرة والثروة، وقد إلتقينا به وأجرينا معه الحوار التالي حول مشروع العلمي وروشتته التي يراها ضرورية لخروج مصر من أزمتها الإقتصادية الحالية:

**كيف كانت نشأتك في مصر خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي؟

*كانت نشأة جميلة وسعيدة، ودائمًا تجئ لذهني وعقلي بصفة مستمرة بوصفها ذكري صافية ومورد للمحبة الخالصة والترابط. طفولتي كانت في الزقازيق بمحافظة الشرقية. عائلة من الطبقة المتوسطة المصرية، والدي كان مديرًا للزراعة بمحافظة الشرقية، وللأسف والدتي تُوفيت وأنا صغير في السن، كان لدي 12 سنة. وكان عندي خمس أخوات كعائلة واحدة نتناول العشاء مع بعض كل يوم، ونذهب لصلاة الجمعة كل أسبوع، ونذهب لقريتنا الصغيرة بديرب نجم.. هذه الصور تأتي لذهني بعد خمسين سنة من الهجرة. أنا هاجرت من مصر سنة 1973. وشبابي كان في جامعة القاهرة بكلية الطب البيطري، وكنت أسكن في المدينة الجامعية بمحافظة الجيزة. وبعدما تخرجت في كلية الطب البيطري ذهبت إلي هانوفر في ألمانيا بمنحة من جامعة هانوفر لدراسة الماجستير والدكتوراة، ومكثت هناك تسعة أشهر أدرس اللغة الألمانية. لكن كانت ميولي أن أذهب إلي بلد مسموح فيها لكل الناس بالحرية وينعمون بالمساواة، فقد شعرت وقتها في ألمانيا بوجود تمييز عنصري ضد العرب والمصريين والمسلمين، فذهبت إلي الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت الدراسات العليا في جامعة ميتشجان وهي من أكبر عشر جامعة بأمريكا، وأكملت بعدها دراسة الماجستير والدكتوراة.

**ما هو موضوع دراسة الماجستير الذي حصلت عليه من جامعة ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية؟

*الماجستير كان عن "مناعة الإنسان للديدان الشريطية"، وهو موضوع علمي بحت كبير جدًا، والأمم المتحدة أرسلتني لأدرس خلال عام كامل بعدها، بعض أمراض المناطق الحارة في مدينة الموصل بشمال العراق، وعملنا دراسة موسعة عن مرض "الحويصلات المائية" المنتشر جدًا بين العراقيين وبين رعاة الغنم. وكنا نذهب إلي المستشفيات ونجمع الحالات لنَعرف سر إنتشار هذا المرض في العراق وسوريا وهو موجود أيضًا بمصر، ولكن بكميات أقل.

**رسالة الدكتوراة الخاصة بك في جامعة ميتشجان توصف في المجتمع العلمي بأنها القفزة الكبيرة التي وضعتك في مصاف العلماء الكبار في العالم؟!

*رسالة الدكتوراة الخاصة بي في جامعة ميتشجان كانت في "المرض التنفسي لدي الإنسان والحيوان"، وكانت التجربة والتحدي إننا نعمل إختبار لمعرفة إصابة الإنسان بمرض "المايكوبلازما" من عدمه، وهو مرض منتشر في العالم مثل الأنفلونزا وهو أقل من الكورونا، وهذا كان في نهاية السبعينات، وكان هذا المرض منتشر في بعض الأماكن بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يصيب الدواجن والديوك الرومي والأبقار والخنازير والإنسان، وهو مرض مثل إنفلونزا الطيور يأتي للطيور أولًا ثم ينتقل منها إلي الخنازير وبعدها إلي الإنسان لينتقل من أمريكا إلي الصين وغيرها من الدول. وفي عام 1980 حصلت علي الدكتوراة بعد أن نجحت في عمل هذا التيست المعروف إلي اليوم في العالم باسم "اليزا انزايم ان يونو اس ايه" وهو يعمل فحص لـ96 عينة في 15 دقيقة، وهو مسجل باسمي وباسم جامعة ميتشجان في كل مراكز البحوث العلمية بالعالم.

**وكيف واصلت رحلتك العلمية بعد الحصول علي الدكتوراة؟

*بعد حصولي علي الدكتوراة عُينت في جامعة نورث كارولاينا أستاذًا، وبدأت أُدرس مادة "الطب البيطري والأمراض المعدية"، وخلال تواجدي بالجامعة بت المسئول عن ابتكار وتنظيم عملية مقاومة إنفلونزا الطيور، التي كانت تُسبب خسائر سنوية مقدارها 600 مليون دولار. وهذا فتح لي الباب الاقتراب من سيناتور نورث كارولاينا ومعرفته ومصادقته، وهو الرجل الأمريكي الذي كان يعشق مصر، وكان مقربًا من الدكتور عاطف عبيد، رئيس وزراء مصر، والذي أخبره أنه في نورث كارولاينا أستاذ مصري كبير، فكلمني الأستاذ أيمن عبد الغفار، الوزير المفوض التجاري،وأبلغني برغبة الوزير عبيد لمقابلته، فذهبت للقائه في مدينة واشنطن، فقال لي:"إننا نريدك في مصر.. حيث أن البلد تحتاج لعقول العلماء المصريين في الخارج وخبراتهم"، وكان هذا في عام 1988، فاقترحت عليه أن نعمل شركة "لقاحات وأمصال" في مصر، ولم يكن موجود وقتها بمصر غير مصنع العباسية، وهو قديم جدًا، وما ينتجه من أمصال ولقاحات قديمة لا تتماشي مع التكنولوجيا الحديثة للعصر القائمة علي الـ"دي إن ايه، والهندسة الوراثية"، وجئت وقتها إلي مصر، وقعدت ثلاث سنوات وأنشات مصنع وشركة في العاشر من رمضان، وللأسف الشديد "البيروقراطية المصرية" في وزرارتي الزراعة والصحة والشركاء معي دَمرُوا الفكرة، ولم يشتغل المصنع خالص، ولا أُفتتح، فُعدت إلي الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1991.

**هل وجدت التقدير لأبحاثك وأعمالك بالولايات المتحدة الأمريكية ؟

*طبعا وجدت التقدير وأكثر.. أولًا أنا أَدين بالولاء لبلدي الحبيب مصر لأنني تعلمت ونشأت في مصر، وأخدت العادات والتقاليد والتربية الدينية والروحية.. إنما الولايات المتحدة هي التي أَعطتني الفُرصة لكي أكون عَالمًا ومَعروفًا بالأوساط العلمية الطبية في كل العالم، ولأن أميركا هي بلد المهاجرين، فإن الكثير من العلماء والأطباء والمهندسين والفنانين تكون لديهم فرصة كبيرة بالولايات المتحدة لأن البلد تَسمح لأفكارك وإبتكاراتك في الظهور للطبيعة والتحقق. ثانيًا المجالات مَفتوحة جدًا وواسعة، يعني عندما ننظر للتكنولوجيا الحديثة من نتفلكس لمايكروسوفت لآبل هذه قائمة تضم المئات وكلها أفكار بدأت في الجراج، بدأت مع أُناس لم ينتهوا من الجامعة، وهذا معناه أن "الإبتكار هو سُنة الحياة"، ومعناه أن الإنسان عندما يبتكر يجب أن تكون هناك بيئة مناسبة تسمح بظهور إبتكاره وفكرته وتحويلها إلي شئ عالمي، طبعًا بالإضافة إلي الحرية الكبيرة التي توجد بالولايات المتحدة والتي أعتز بها جدًا، وأتمني أن تصبح مصر مثل أمريكا في حاجات كثيرة، وطبعًا أمريكا بها سلبيات لكن التقدير بها للإبتكار والعلم شئ عظيم جدًا.

**كيف تنظر لرحلتك ومشوارك الحياتي والعلمي الآن؟

*بعد أن عملت أستاذًا بنورث كارولينا، ضمتني الحكومة الفيدرالية الأمريكية واشتغلت معها لمدة سبع سنوات في وزارة الزراعة، وبالتالي رحلتي هي: رحلة دراسات علمية للماجستير والدكتوراة سبع سنوات، ثم أستاذًا جامعيًا سبع سنوات، ثم في الحكومة الأمريكية سبعة سنوات، رحلة مقدارها 21 سنة ما بين العلم والابتكار والتجربة والخبرة والصعود. وأنا أستاذ بالجامعة اخترعت "مطهرات جديدة" يُمكن استعمالها، وفعالية هذه المطهرات تكون أكثر من 48 ساعة ، ولأن المطهرات في المعامل وفي المنازل وفي حظائر الحيوانات والمستشفيات كانت مطلوبة جدًا فابتكرت نوع جديدة من المطهرات، وبدأت به شركة في الولايات المتحدة، وكنت في نفس الوقت أدرس بالجامعة، وبعد عامين كبرت الشركة وصنعت أول مُليونيّ دولار أمريكي في حياتي، وبعدها قررت مع أولادي إفتتاح شركة إستثمارية جديدة، وعملنا في البداية في استثمارات الأدوية ثم في التعمير وبناء المستشفيات ومعامل التحاليل والأشعات، وهكذا بدأت هذه الشركة في عام 2002 ومستمرة إلي الآن.

والمشروع الحالي بدأنا فيه منذ ستة أشهر مع شركة كندية عالمية وهم يبنون مدينة جديدة علي مَبعدة أربعة أميال من ديزني، وهو تجمع عمراني كبير به فنادق عالمية وشقق سكنية، ونبني معًا مركزً صحيًا ضخمًا شاملًا لكل شئ، وبدأت فيه أكتوبر 2022، وسيتنهي في أكتوبر 2024، بتكلفة 75 مليون دولار أمريكي، وهو مشروع حَيوي لأنه علي مقربة من والت ديزني. فمنطقة ديزني من الصعب أن تجد بها مركزًا صحيًا، فالموقع فريد من نوعه، وعدد السكان كبير جدًا يحتاج إلي مثل هذا المشروع.

*كانت لك مشاركة فعال في المؤتمر الدولي السنوي لجمعية العلماء المصريين الأمريكيين، الذي أقيم في ديسمبر الماضي بجامعة عين شمس بالقاهرة؟!

*مُؤتمر العُلماء المصريين الأمريكيين يَنعقد كُل عام بشكل دوري، وعمره الآن 49 عامًا، وينعقد في القاهرة بالتعاون مع وزارتي البحث العلمي والتعليم العالي والهجرة وشئون المصريين في الخارج والجامعات المصرية، وانعقدت الدورة الأخيرة التي حضرتها في الفترة من 27 ديسمبر 2022 إلي 29 ديسمبر، وهذه الدورة كانت ناجحة، وكان بها علماء في مختلف المجالات من الطب إلي هندسة المواصلات إلي هندسة النقل والسيارات الكهربائية وهندسة توفير الكهرباء في الطرق السريعة، وعَرض خلال المؤتمر أَحد الأساتذة العلماء الكُبار تجربة جديدة مفادها: كيف نُعلم الأولاد بسرعة ويأخذوا المعلومات بسرعة بنظام مختلف عن النظام الحالي. إذا كان النظام التعليمي في مصر سيتغير فنحن نحتاج إلي هذا النظام الأمريكي أن يدخل في وزارة التربية والتعليم المصرية لأنه سيُقصر مدة التعليم وسيكون به تكثيف في نقل المعلومات لذهن هذا الطفل من عمر ست سنوات إلي ستة عشر عامًا.

** هل لهذا المؤتمر السنوي نتائج مُثمرة خلال الـ49 عامًا الماضية، أم لا تزال هناك فجوة بين المؤتمر وما يخرج عنه وما يوجد علي أرض الواقع بمصر؟

* أريد أن أُجيب عن هذا السؤال بطريقة مختلفة بأنه لو سنقارن بين تجربة العلماء المصريين الأمريكان في مصر والعلماء الهنود الأمريكان في الهند والعلماء الصينيين الأمريكان في الصين أو سنغافورة سنجد هناك فجوة كبيرة جدًا بين الأطراف المعنية كلها. معنا أصدقاء علماء مولودين في الهند وهاجرو إلي أمريكا مِثلنا بالضبط لكن العلاقة بين العلماء الهنود الأمريكان ورجال الصناعة الهنود متفوق جدًا عنا. لأنني أعتقد أن البيروقراطية المصرية في الجامعات والوزارات وكافة الشركات العاملة في القطاع العام لا تسمح بأن تحضر أفكار من الخارج جديدة أو أن تعمل تعاون مشترك مع أشخاص. هنا بيعملوا تعاون مع شركات وليس مع أشخاص، طبعًا هناك علماء مصريين في ألمانيا عملوا هنا نظام الطرق السريعة والقطارات وخلافه لكن هذه قلة قليلة جدًا، وحالات التعاون مع العلماء المصريين في الخارج تُعد علي "الصوابع". من أجل أن تنهض مصر يجب أن تتجه مصر إلي التعاون والإنفتاح علي العلماء المصريين الأمريكان والكنديين والألمان وخلافه وتجذبهم للحضور إلي مصر. فالعالم والأستاذ المصري الذي يَقترب من العمر 65 سنة وهاجر لأمريكا أو أي دولة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، هو يحب جدًا أن يعود إلي مصر ويُعلم الأساتذة والدكاترة والمهندسين المصريين ويَنقل لهم خبراته، لكن لابد أن تُعطي له الفرصة وتُهيئ له البيئة والمجتمع لتناسب ما كان يعيش فيه بأمريكا أو أي دولة أوروبية، يجب أن توفر لهم الفنادق والإقامة والرعاية. العالم المصري ثروته في مخه وتجربته في الحياة، ومصر ممكن تستفيد من هذه التجربة والخبرة بدون مقابل لأن العالم والأستاذ الكبير لا يحتاج لأن يأخذ فلوس من مصر هو يحتاج إلي العناية والرعاية والتقدير من الجامعات ومراكز البجوث المصرية.

**لقاء وزيرة الهجرة المصرية معكم عقب المؤتمر هل وجدته مثمرًا خاصة أن الإعلام المصري أبرز تصريحاتك؟

*السفيرة سها الجندي،وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ممتازة جدًا ولطيفة للغاية، وقد تقابلنا معها مرتين في المؤتمر بكلية طب عين شمس وبعده. أنا أعتقد أن المؤتمر هذه المرة حقق نجاحًا كبيرًا جدًا لأن كان به رئيس جامعة عين شمس ورئيس مركز البحوث والأساتذة والعمداء بالجامعات الذين من الممكن أن يستفيدوا من العلماء المصريين الحاضرين. والجلسة مع الوزيرة كانت ممتازة. وخلال اللقاء معها أنا أعربت عن رغبتي وكثير من الخبراء المصريين في العودة إلى مصر، للمساهمة في التجربة العلمية والاستثمارية التي تستهدفها الدولة في المرحلة الحالة، وقدمت مقترحًا بطرح أحد شركات الدولة للاستثمار من جانب مجموعة مصريين لديهم خبرات في هذا المجال، لشرائها وإدارتها بشكل مستقل، بهدف جعلها نموذجا يمكن الاقتداء به في عمليات إدارة الشركات التي تواجه تحديات للاستمرار في أداء عملها، كما دعيت لإنشاء صندوق استثماري لصغار المستثمرين المصريين بالخارج حتي يتمكنوا من الاستثمار في السوق المصري.. المُهم أننا يجب أن نري نتائج، الكلام حلو وعمرنا ما سمعنا أحد المسئولين المصريين يقول لنا كعلماء مصريين بالخارج لا تأتوا إلي مصر، كلهم يقولوا لنا "تعالوا". ولكن السؤال الذي يهمنا ما هو النظام الذي سنتأتي من خلاله أو الديناميكية، بمعني يجب إزالة البيروقراطية وجعل التعاون مع العلماء المصريين في الخارج بدون وسيط وبدون بروتوكول، بدون موافقة جامعة، بدون موافقة وزارة االتعليم العالي، بدون موافقات باقي الأجهزة، وستسير الأمور بشكل جيد جدًا.. كلما دَخلت الحكومة وبيروقراطيتها في التعاون العلمي بين العلماء المصريين والأمريكان لا "تمشي العملية".

**في رأيك كيف تستفيد مصر من علمائها في الخارج علي غرار الهند وسنغافورة والصين وغيرها من الدول؟! هل يكون هذا عبر المعامل العلمية والمحاضرات أم بشكل أوسع عبر إشراكهم في التفكير بمستقبل مصر وصناعة السياسات الاستراتيجية؟

*أنا أعتقد، وهذه هي المقالة التي كتبتها في المؤتمر وناقشت المسئولين فيها، أن النهضة الصناعية في مصر مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، لو تقارن التجربة المصرية بالتجربة الهندية أو الكورية تجد أننا فشلنا في هذا. ممكن أقول بكل الصراحة أنا زرت مصانع لشركة النحاس المصرية في الأسكندرية، وجدت أن العمالة زائدة عن اللزوم، وجدت الآلات لم تُحدث منذ أربعين سنة، وبالتالي الآلات مُستهلكةويضعوا لها قطع غيارات كثيرة من أجل أن تستمر الآلة في العمل، وبالتالي المُنتج النهائي لا يتماشي مع المستوي العالمي. والسؤال هنا: كيف ينافس المنتج المصري المنتج الآتي من الخارج بهذا المستوي؟! لابد لو تريد المنافسة أن تصنع منتجاتك أولًا علي المستوي العالمي لأنه لا يوجد أحد في أمريكا أو ألمانيا أو البرازيل أو أستراليا سيأخذ منتجات مصرية أقل في القيمة والتكنولوجيا عن المنتجات الصينية، فلماذا سيشتري المنتجات المصرية؟! وهذه أول ثغرة، وثانيًا: فيه رجال أعمال مصريين مثلي أنا ويغري من العلماء والخبراء في الخارج بنفهم في الصناعة المصرية وعندنا خبرة كبيرة لأكثر من ربع قرن، لكل واحد علي الأقل، وقد وجدت أن الصناعات المصرية لا تستفيد من خبرة العلماء والخبراء المصريين في الخارج إلا بحاجة شخصية، يعني رئيس إدارة شركة للنسيج في مصر مثلًا يعرف أستاذ في بيركلي بكاليفورنيا فيستضيفه ويتعلم منه في موضوع النسيج أو الإعلان والتسويق، ثالث نقطة تتلخص في أن مصر تفتقد أمر مهم جدًا وهو التسويق. مصر لا تعرف تسوق لنفسها بشكل جيد في كل المنتجات سواء في منتجات الأحذية والجلود والنسيج وخلافه. التسويق له أساتذة، وكان معنا بالمؤتمر أستاذ من جامعة جورج واشنطن الدكتور حسن، وهو رجل عبقري وأستاذ تسويق وهذه شغلته وتَحدث بشكل مستفيض في المؤتمر الأخير للعلماء بجامعة عين شمس عن أسباب فشل التسويق المصري. والتسويق أكبر عنصر وأهمهم بالنسبة للصناعات والمنتجات، فأنت من الممكن أن تكون لديك صناعة قوية وعندك منتج قوي لكن إذا لم تعرف كيف تسوقه فلا يعني شئ، وستخسر وينهار مشروعك أو منتجك.

**ما الدرس الذي تعلمته وتريد أن تقوله للشاب المصري الذي يفكر ويحلم في أن يخوض تجربة علمية عريضة وفريدة مثل التي قمت بها خلال مشوارك؟

*الرسالة التي يَهمني أن أُقدمها للشباب المصري أو النصيحة الأهم هي"الاستمرارية" بمعني أنك يجب أن تستمر في حلمك ولا تتركه ولا تيأس ولا تسمح لنفسك بأن تغير رأيك أبدًا. ثاني شئ مهم لأي شاب هي أنه يجب أن يعمل خطة تشمل نوعية الدراسة ونوعية الوظيفة ونوعية المؤهل الدراسي ونوعية الأبحاث التي سيقوم بها، ويبدأ مراسلة الجامعات والمؤسسات والشركات الأخري. في أيام السبعينات من القرن الماضي، لم تكن لدينا هذه التكنولوجيا الحديثة ولم يكن لدينا إنترنت ولا مواقع إلكترونية للشركات والجامعات لم يكن لدينا أي شئ، كنا نرسل خطابات لجامعة ميتشجان أو هانوفر أو واشنطن، وننتظر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتي يأتي لنا الرد. الآن لأي شاب مصري في كل المجالات التعليمية والبحثية عندك فرص عظيمة جدًا: استعمل الإنترنت وعرف نفسك واعمل خطة جيدة ولا تيأس واستمر.

** بين جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية عانت إقتصاديات العالم منهم الاقتصاد المصري، كيف تري روشتة مصر للخروج من هذه الأزمة التي تبدو عالمية؟

*هذه الروشتة أقدمها لرئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، وأقول له كما أخبرت أيضًا الدكتورة هالة السعيد، جمهورية مصر العربية بهذه الميزانية المالية لا تستطيع علي الإطلاق أنها تُغطي النفقات والإلتزامات للشعب المصري، وثانيًا الديون الخارجية المصرية التي تجاوزت الـ163 مليار دولار، هذا غير الديون الداخلية، هذه القروض الخارجية لها فوائد وهي تمتص ثلث الميزانية المصرية، وهي تغطي الفوائد ولا تغطي القرض نفسه، ونصيحتي تخلصوا من هذه الديون عبر نظام Foreign Debt Equity Swabبيع صكوك هذه الديون بالأسواق الخارجية للمستثمرين الأجانب، ويصرفوا قيمتها من البنك المركزي المصري بالجنيه المصري بشروط تشمل استثمارها في التكنولوجيا المتطورة داخل مصر مثلما فعلت سنغافورة وتايلاند، وأن يصدر جزء من الإنتاج للخارج للحصول علي عملة صعبة، وأن يتم تدريب العمالة المصرية علي هذه التكنولوجيا، علي أن تعفيه من الضرائب لمدة عشر سنوات، وهنا تكون مصر تخلصت من جزء لا بأس به من الديون واستفادت في جلب استثمارات خارجية في أهم القطاعات الحيوية في العالم. وثاني شئ أن تقوم بالخصخصة الصحيحة، الخصخصة الموجودة في الوقت الحالي تتم بطريقة غير سليمة، لأن المستثمر الأجنبي يأتي لشراء الشركة المصرية، ويجد بها مشكلة العمالة الزائدة ومشكلة التمويل ومشكلة البضاعة ومشكلة التسويق، تُحاصره المشاكل الكثيرة والمتعددة، وبالتالي الحكومة المصرية تعطي للمستثمر مشروع فاشل ومتعثر وتقول له اتفضل أصلحه، طيب هو هيصلحه لماذا؟ فيجب أن يكون هناك عائد له، ولابد أن تقول له أنا لدي شركة نسيج عندي شركة نحاس وخلافه للبيع وعندي في المقابل إمتيازات وتسهيلات وتيسيرات سواء في المواد الخام أو الضرائب والتصنيع والتصدير، إنما بالوضع الحالي الموضوع صعب فالمستثمر تضعه تحت رحمة البيروقراطية وبنودها العديدة فيقول لماذا استثمر في مصر؟! أذهب أفضل إلي استراليا او البرازيل أو اليونان وقبرص حيث سأأخذ كل الإمتيازات. أعتقد أن الفرص العظيمة في مصر متاحة سواء للخروج من أزمتها أو لجلب الاستثمارات والتخلص من ديونها بشرط أن تزيل التفكير البيروقراطي من هذه اللعبة، لأن المستثمر عنده فرص كثيرة، وأنحاء كثيرة من العالم محتاجة للمال.

**كيف تتحول مصر إلي دولة جاذبة للخبراء والعلماء برأيك؟

*الأمر ينقسم إلي قسمين، الأول يجب أن تُعطي لهؤلاء العلماء فرص متاحة ومفتوحة ليعمل مع مراكز الأبحاث العلمية بالجامعات ومراكز الأدوية وفي الصناعات، وفي الولايات الأمريكية لا توجد شركة إلا ولديها مركزًا بحثيًا، سواء أكان في صناعة الحديد والصلب أو الألمنيوم أو الأسمنت، وبالتالي أنت تحتاج تُحضر الناس التي تفهم إلي مصر وتُسهل لهم لا أن تضع أمامهم الصعوبات، تقول له سيادتكم ستأتي لمصر وتقضي ستة أشهر وهذه هي الإمتيازات التي أقدمها لك في الستة أشهر، وهنا يُصبح العالم والخبير عارف أنه سيأتي إلي مصر لأنه بيجب بلده وسينقل لها الخبرة بأريحية. ومن ناحية رجال الأعمال نحن نعرف أنه دائمًا رأس المال "جبان" إذا شم حاجة أو وقعت معه حادثة غير سليمة سيجري ويهرب لأن الفرص متاحة في أماكن كثيرة جدًا في مختلف دول العالم، وأنت ستقول لي هيئة الإستثمار ممكن الواحد يستخرج تصاريح إنشاء شركة في يوم، هذا حلو جدًا، طلعنا الشركة وسجلناها وماذا بعد؟! بعدها سينزل لشراء أرض ويجتمع مع بعض الشركات المختلفة التي تهمه، أنت تحتاج في كل ذلك أن تُسهل له العملية وتقول للقنصل التجاري أو الوزير المفوض الموجود في واشنطن علي سبيل المثال أعقد إجتماع مع المختصين والشركات ورجال الأعمال في الصناعات الآتية صناعة النسيج والسيارت وغيرها من الأمور، وتقول لهم ماذا تحتاج مصر منهم؟ وما هي الفرص التي ستعطيها مصر لكم؟ والقنصل التجاري يكون مفوض من الحكومة المصرية بالتشاور والتعاقد مع رجال الأعمال والشركات التي من الممكن تفيد مصر. إذا أنت لا تحتاج إلي أن تأتي برجل الأعمال الأمريكي أو الأوروبي إلي مصر للإجتماع مع وزير الإسكان أو قطاع الأعمال أو التجارة والصناعة أو الإتصالات أو الصحة أو الزراعة هذا "مضيعة للوقت". إنما السفارت المصرية حول العالم بما أنها تمثل جمهورية مصر العربية وعندها كل الشروط والفرص المتاحة والإمكانيات فيمكن أن تقوم بهذا الدور ويتحدثوا باسم الدولة ويجذبوا الاستثمارات ورجال الأعمال والشركات العالمية الكبري.

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:35 مـ
4 ذو القعدة 1446 هـ 02 مايو 2025 م
مصر
الفجر 03:36
الشروق 05:11
الظهر 11:52
العصر 15:29
المغرب 18:33
العشاء 19:57