«Fredagsmys».. عادة سويدية بسيطة تعيد تعريف معنى الراحة

لا يُنظر إلى يوم الجمعة في السويد باعتباره مجرد نهاية أسبوع، بل بوصفه لحظة فاصلة بين ضغط العمل وهدوء الحياة.

هناك مفهوم شائع يحمل اسم «فريداجسميس» (Fredagsmyes)، وهو تعبير سويدي قد يبدو بسيطًا في معناه الحرفي، لكنه يحمل في عمقه فلسفة كاملة عن الراحة والسكينة وتقدير اللحظات الصغيرة.

ماذا تعرف عن عادة Fredagsmys في السويد؟

في المرة الأولى ظهر هذا المصطلح خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما استخدمته شركة رقائق البطاطس السويدية OLW في حملة إعلانية دعت الناس إلى قضاء مساء الجمعة في المنزل، والاستمتاع بوقتهم بعد أسبوع عمل طويل.

لم يتوقع أحد أن تتحول كلمة تسويقية عابرة إلى عادة راسخة في الثقافة السويدية، لكن بمرور الوقت، ومع انسجام الفكرة مع نمط الحياة الهادئ هناك، أصبح «فريداغسميس» طقسًا أسبوعيًا لا غنى عنه.

تعتمد الفكرة على تخصيص وقت مساء الجمعة للراحة دون أي التزامات أو ضغوط اجتماعية.

لا خطط كبيرة، ولا سهرات مرهقة، بل لحظات هادئة داخل المنزل، حيث الكنبة المريحة، والبطانية الدافئة، وأجواء تبعث على الطمأنينة.

يحرص السويديون في هذا الوقت على إعداد أطعمة بسيطة ومحببة مثل الفشار، والبطاطس المقلية، والبيتزا، إلى جانب المشروبات المفضلة، ثم يقضون السهرة في مشاهدة فيلم، أو متابعة مسلسل، أو حتى الاكتفاء بالحديث الهادئ مع العائلة.

ولا يرتبط «فريداجسميس» بشكل محدد للتجمع؛ فقد يكون مع الأسرة، أو الشريك، أو الأصدقاء، وقد يكون أحيانًا لحظة خاصة يقضيها الفرد بمفرده، دون شعور بالوحدة أو الذنب.

فجوهر العادة يقوم على الفصل الواضح بين وقت العمل ووقت الحياة الشخصية، ومنح النفس إذنًا صريحًا بالراحة.

أُدرج المصطلح رسميًا في القاموس السويدي في عام 2006، اعترافًا بكونه جزءًا من السلوك الاجتماعي اليومي. وتتشابه هذه الفكرة مع مفاهيم أوروبية أخرى، مثل «هيوجي» في الدنمارك، وFredagskos في النرويج، والتي تشترك جميعها في الاحتفاء بالدفء الإنساني والهدوء.

وربما تكمن جاذبية «فريداجسميس» في بساطته؛ فهو يذكرنا بأن المتعة لا تحتاج دائمًا إلى خطط كبيرة أو مغامرات مرهقة، وأن الراحة الحقيقية قد تكون في لحظة صمت، أو جلسة دافئة مع من نحب.

وكأن السويديين يقولون لأنفسهم كل جمعة: انتهى الأسبوع، وما زلنا هنا… نستحق أن نرتاح.