الدين لله.. والله محبة
الجورنالجيبقلم __ إيناس صديق
لكم دينكم ولي ديني فلا تسألني عن ديني عن مذهبي عن عقيدتي. أنا أحب جميع الأديان السماوية وأعتز بها جميعاً. أنا احترم الحرية الروحانية لكل الأديان، فهي علاقة خاصة بين العبد وربه، والأمر يومئذ لله. أنا أؤمن بالكتب السماوية من توراة وانجيل وقرآن. أنا أقدس أماكن العبادات جميعها من مساجد وكنائس ومعابد. أنا أعشق سماع الآذان وأجراس الكنائس. أنا أكره الفكر المتعصب والمتطرف، وأرفض التخلف والرجعية. فهناك الكثير من المجموعات تحمل حقداً طائفياً او مذهبياً أو عرقياً، فهم يتحكمون بنا، ويلوون ذراع الدين، وعنق المجتمع بجهلهم.. يعانون من اضطرابات داخلية، فمنهم من يحدثك عن السنة والشيعة والعلوية والمسيحية في الشعب الواحد وينحاز لأحد المذاهب، ويهاجم الباقي.. ولو سألته عن حجته، لايعرف غير الشتائم والإتهامات. وهناك من يظل يترصد الجميع لإيقاظ الفتن. فمن كان يحمل بداخله نزاعات الحقد، أقول له نحن اخوان في الوطن.. شركاء في الفرح والهم.. نعيش بثقافة وطن.. وبنكهة مصرية واحدة.. ولا إكراه في الدين.. فالدين لله، والله محبة.. والوطن للجميع، والطائفية تهدم الأوطان.. فلا يجب أن تفرقنا طائفة أو مذهب أو عقيدة، فالمشكلة لاتكمن في الدين، بل في الفهم المعتوه. والجهلاء المتشددين هم من لايعرفون أن الأديان كلها دعوات للحب والخير للبشرية. عامل الآخرين بروح الإنسانية والعقل والمنطق وليس بالديانة والطوائف. تقبل الرأي الآخر والفكر الآخر بالنقاش والإقناع، فلولا اختلاف وجهات النظر ما أُلف كتاب، ولا خط مؤرخ كتاباته. ناقش الحجة بالحجة، وجادلهم بالتى هي أحسن. فالدين أتى رحمة للناس، لا لحرب ولا قتل ولا ترميل ولا تيتيم ولا سبي ولا لهتك أعراض أو تثكيل أمهات. الدين ليس وسيلة لنتسلى بها أو لنفتى حسب رغباتنا. الدين براء من الذين سمحوا لأنفسهم دون البشر أن يكونوا وكلاء الله في الأرض، وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك.. يحاسبون البشر بقوانينهم ونسوا أن الحساب عند رب الحساب. والقرآن واضح لمن تدبر آياته.. يقول الله تعالي:"ان الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)