مجلس التعاون وقطر.. والتهديد للبحرين.. والداعية..!
بقلم السيد البابلي الجورنالجي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني أصدر بياناً يرفض فيه الزج باسم قطر في تفجير الكنيسة في مصر. قائلاً إن التسرع في إطلاق التصريحات دون التأكد منها يؤثر علي صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون ومصر.
والأمين العام لمجلس التعاون كان علي ما يبدو مضطراً أو مدفوعاً إلي إصدار هذا البيان بحكم مسئوليته في الدفاع عن دول مجلس التعاون التي تعتبر قطر إحدي دوله.
ودون الدخول في محتوي البيان أو مناقشة دوافعه فإن هناك بعض النقاط التي تستوجب التنويه والإشارة إليها:
ــ فالعلاقات بين مصر ودول مجلس التعاون هي علاقات استراتيجية قوية. فالخليج هو عمق مصر ومصر هي عمق الخليج.
ــ إن مجلس التعاون الذي لم يتمكن في كثير من الأزمات من قبل اتخاذ موقف ضد تجاوزات السياسات القطرية وفضل الصمت أو تجنب إثارة قضايا خلافية داخل المجلس مطالب بأن يكون علي نفس درجة التعامل في أي اتهامات تصدر عن القاهرة في بعض القضايا الأمنية وتشير إلي تورط قطر.
ــ إن أمانة مجلس التعاون لو قامت بمتابعة وتحليل ما بثته قناة "الجزيرة" القطرية ضد مصر لفضت التزام الصمت أو القيام بمحاولات جادة لتقويم وإيقاف هذه الاستفزازات المستمرة ضد مصر وكان آخرها فيلم "العساكر" الوثائقي الذي أنتجته "الجزيرة" لتشويه الجيش المصري.
ــ إن ما تقوم به قطر لابد وأن ينظر إليه علي أنه محاولات لإحراج دول مجلس التعاون وإحداث أزمة في العلاقات المصرية ــ الخليجية تدخل في إطار العمل علي حصار مصر وإفساد علاقاتها بالأشقاء والحلفاء.
إن علي أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تدرك وأن تستوعب أبعاد الأزمة قبل التدخل فيها.
***
وفي إطار مجلس التعاون فإن هناك تهديدات إيرانية سافرة تستهدف مملكة البحرين وأمنها واستقرارها.
فاللواء حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني يقول في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية إن الانتصار في حلب مقدمة لتحرير البحرين..!!
وتصريحات اللواء سلامي تعني أن إيران ستواصل تدخلاتها في الشأن الداخلي البحريني وأنها ستزيد من حجم هذا التدخل لإشعال فتنة طائفية في هذه المملكة التي رفضت من قبل في أيام شاه إيران أي أفكار للانضمام لإيران وفضلت الاحتفاظ بعروبتها كإمارة مستقلة بعيدة عن النفوذ الإيراني.
وتحاول إيران تأجيج الصراع الطائفي الشيعي ــ السني في البحرين بهدف مساعدة الشيعة علي السيطرة علي الحكم وتأسيس دولة شيعية جديدة علي الحدود مع السعودية.
وقد فشلت هذه المحاولات علي مدار العقود السابقة لرفض الشعب البحريني للطائفية والمذهبية وللحرص علي وحدة وعروبة البلاد. ولكن محاولات إيران لم ولن تتوقف لأنها تبحث عن ساحة جديدة للصراع في حربها مع السعودية للسيطرة والهيمنة علي المنطقة.
إن إيران التي ينتابها شعور بالقوة والانتصار في سوريا وفي اليمن لن تتخلي عن أطماعها في الخليج أو الرغبة في الانتقام من كل دول مجلس التعاون التي وقفت ضدها في الحرب التي شنها صدام حسين علي إيران والتي كانت سبباً في إيقاف الثورة الإسلامية الإيرانية الخمينية عن تصدير مبادئها لكل دول المنطقة.
ولا ينبغي النظر إلي تصريحات اللواء سلامي للبحرين علي أنها مجرد تهديدات. فالواقع أنهم في طهران لا يتوقفون عن التخطيط والتآمر علي المنطقة العربية بينما دول المنطقة تعتمد في أمنها وفي الدفاع عنها علي الاتفاقيات والتحالفات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع بريطانيا.. وهي تحالفات واتفاقيات لا يمكن الوثوق فيها والاعتماد عليها بشكل دائم ومطلق.
***
ونعود إلي مصرنا.. وواقعنا ومشكلاتنا وحيث تستمر السياحة في مواجهة المصائب و"النحس" الملازم لها.
فبعد أن كانت هناك مؤشرات إيجابية لعودة السياحة وخاصة سياحة فصل الشتاء فإن حادث تفجير الكنيسة جاء ضربة أخري موجعة لمحاولات عودة السياحة وسيكون لزاماً علي صناعة السياحة في مصر العودة مرة أخري لتنشيط السياحة الداخلية والاعتماد عليها لانقاذ ما يمكن انقاذه وإن كانت المشكلة أن الكثيرين من أصحاب المنشآت السياحية يفضلون الخسارة والكساد عن الاعتماد علي السياحة الداخلية.. ولهم في ذلك بعض الأعذار.. ولكن التعامل مع السائحين المحليين يحتاج صبراً.. واستيعاباً.. وواحدة واحدة.
***
ومن معارك مواقع التواصل الاجتماعي وما تبثه هذه المواقع من أخبار مفبركة وكاذبة ومدمرة. ما تعرض له الداعية الإسلامي خالد الجندي من تكرار نشر صور له في مناسبات وحفلات اجتماعية. وكان آخرها صورة له مع الراقصة فيفي عبده وقد أمسكت بذراعه.
والشيخ لم يجد ما يرد به علي الصورة المفبركة إلا بالقول إلي الذين يفبركون الصور ويأكلون لحوم العلماء وينهشون أعراض أهل القرآن. موعدنا يوم العرض علي الله عز وجل.
وصدقت يا شيخ.. لا يوجد ما يمكن أن يفعله أحد.. ولن يوقف هؤلاء قانون ولا عقوبات.. وكما تدين تدان.. وسوف يشربون يوماً من نفس الكأس.. ولن يكون الحساب إلا يوم الحساب.
***
ومن أجمل ما وصلني من رسائل هذا الأسبوع ما كتب عن السعادة.
السعادة سر لا تعرفه إلا النفوس المتسامحة المتواضعة التي شعارها نحن وليس أنا. فكل شيء ينقص إذا قسم علي اثنين. إلا السعادة فإنها تزيد إذا تقاسمتها مع الآخرين.