الخميس 28 مارس 2024 01:19 مـ 18 رمضان 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
تحقيقات

البطريريك VS مراكز القوى

الجورنالجي

«إنشاء مجلس أعلى للتعليم الكنسي».. خبر في الأوضاع العادية يمكن التغاضي عنه، تجاهله، غير أن الصوت الذي أعلنه جعله خبرًا مهمًا، لا سيما وأن رأس الكنيسة الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وذلك خلال زياراته للولايات المتحدة الأمريكية، عندما سئل عن إمكانية إنشاء أسقفية للتعليم لمواجهة التعاليم الغريبة والهرطقات. 

«تواضروس الثاني» أشار إلى أن الكنيسة تدرس إنشاء مجلس أعلى للتعليم الكنسي، يضم مجموعة من الآباء الأساقفة والكهنة المتخصصين في التعليم القبطى الأرثوذكسى، من أجل دفع الحركة الدراسية، مع دعم الكليات الأكليريكية والمعاهد الدينية. 

قطعًا.. «المجلس الكنسي» يمكن التعامل معه كونه خطوة جديدة خطاها البابا في طريقه للإصلاح، لكنه هذه المرة ليس إصلاحا إداريا، لكنه تعليمي، يرتكز على الفكر، ويستند إلى العقل الذي هو مدخل كل شيء، ومن شأنه تأسيس أو رسم صورة مستقبلية للكنيسة. 

ويمكن القول إن خطوة «المجلس التعليمي» الأكثر جرأة بين الخطوات التي سبق وأن خطاها البابا، حيث قرر خوض غمار المعركة، والمواجهة المباشرة مع من يمكن وصفهم بـ«آلهة التقليد» في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أو التقليديين، الذين يرفضون أي محاولة للإصلاح، وتربوا على إرث الراحل البابا شنودة الثالث من تعاليم متنوعة. 

مجرد ذكر «أسقفية التعليم»، يتذكر الجميع الأنبا شنودة، الذي أصبح فيما بعد البابا شنودة الثالث، الذي ظل لسنوات طويلة أسقفا للتعليم، خاض خلالها معارك عدة، أسس مبادئ، زرع فكرًا، ترك تعاليم يجترها أبناؤه حتى يومنا هذا، ومن الصعب محوها بين طرفة عين وانتباهتها. 

حديث البابا تواضروس، عن إنشاء مجلس أعلى للتعليم الكنسي، يعني أنه كيان موازٍ لأسقفية التعليم، التي قد تكون ألغيت أو جمدت، وأنها بوابة لنشر التعاليم التي يريدها البابا، والتي تخالف بعضها تعاليم البابا الراحل.

يذكر أن الأحداث التي شهدها دير الأنبا مقار في وادي النطرون، وبينها مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس الدير، ويحاكم فيها الراهب المشلوح أشعياء المقاري، ارتكنت أغلبها إلى أنها نتاج صراع فكري بين أبناء الأب متى المسكين، ورجال البابا شنودة الثالث، وهو ما نفته تحقيقات النيابة التي أشارت إلى أن الحادث ناتج عن خلافات مادية. 

البابا تواضروس كشف أن المجلس يضم مجموعة من الأساقفة والكهنة المتخصصين في التعليم القبطى الأرثوذكسى، ومن المرجح أن يكون من بين الأساقفة الأنبا أنجليوس أسقف شبرا، والأنبا بافلي، أسقف المنتزه بالإسكندرية، حسب مصادر فيتو. 

الأزمة ليست في إنشاء مجلس، لكنها متعلقة بالرافضين لمحاولات الإصلاح خاصة التعليمي، الذين يواجهون ويحتدون على البطريرك في غالبية جلسات المجمع المقدس، المجلس المزمع تشكيله لإعادة تشكيل الفكر الكنسي، ونشر التعاليم الأرثوذكسية، سيجعل البابا يدخل معركة واضحة مع «ورثة شنودة الثالث». 

البابا يريد تعاليم أكثر مرونة، تعتمد على الفكر أكثر من الحفظ، كما ستلغي كثيرا من تعاليم أسقف التعليم السابق الأنبا شنودة، مما يضع البطريرك في مواجهة مباشرة مع التقليديين، أمثال الأنبا بيشوي مطران دمياط وتوابعها، والأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة. 

بعض الأساقفة يفضلون المواجهة على قبول أي تعاليم يرونها مخالفة للفكر الأرثوذكسي، ويريدون الأوضاع قائمة كما هي دون تغيير، معتبرين أي محاولة للإصلاح، مخالفة للدستور الأرثوذكسي، وهو ما لا يمكن السكوت عنه. 

بخلاف منحني «رجال شنودة الثالث» الخطر، الذي على البابا تواضروس، عبوره قبل تأسيس المجلس الجديد، وهو شيء مرهق للغاية، خاصة أنهم لديهم نفوذ داخل المجمع والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على البطريرك أيضا توضيح نوعية الأفكار التي يريد تمريرها من خلال المجلس. 

التخوفات التي وضعها مصدر كنسي، تحفظ على ذكر اسمه، أمام «فيتو»، تبدأ بإمكانية توحيد المعمودية والأعياد مع الكنيسة الكاثوليكية، خاصة أنه تحدث عن ذلك كثيرا، وكشف أن هناك محاولات جادة لتنفيذ توحيد الأعياد، وعليه سيترتب تقارب الكثير من الرؤى والأفكار في طريقة العبادة، والتوافق حول بعض المعتقدات. 

المصدر ذاته ألمح إلى أنه في سبيل التوحيد على البطريرك نشر فكر التقارب بين الكنائس، وأن الكنيسة وحدة واحدة، ويغزي تعاليم قبول غير الأرثوذكسي، وغيرها من التعاليم التي يعتبرها التيار التقليدي مخالفة لتعاليم وتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية. 

يذكر أن جميع الشائعات التي تدور حول الوحدة بين الكنائس، ويصدر البابا فيها، وقد تكون خاطئة، تواجهها حركات مقاومة عنيفة، وآخرها ما ظهر مؤخرا وهي تطلق على نفسها «مجموعة الإصلاح»، بالاشتراك مع «الحرس القديم»، سعت لتشكيل ورقة ضغط على البابا لرفض عدم إعادة المعمودية للمتحولين من الطوائف الأخرى إلى الطائفة الأرثوذكسية والذي وقعه البابا تواضروس، مع بابا الفاتيكان فرانسيس في أبريل الماضى، من خلال خلق أزمات في إيبارشيات الخارج. 

وغالبا ما يسعى التقليديون إلى تشكيل جبهة معارضة يقودها في الخفاء، لتكون سلاحهم في الدفاع عن مواقعهم وتواجدهم دون انتقاص من اختصاصاتهم، خاصة أن تحريك البابا تواضروس للمياه الراكدة، يزعج الحرس، خاصة فيما يخص التقارب مع الكنائس الأخرى.

على الجانب الآخر هناك تخوفات كثيرة من أن يكون مجلس التعليم الكنسي، بوابة لنشر تعاليم الأنبا أنجيلوس، أسقف شبرا، والأسقف العام والنائب البابوي بشمال أمريكا وكندا، والتي انتشرت في الفترة الأخيرة، وتشير إلى رمزية أحداث وشخصيات الكتاب المقدس.

في السياق.. رجح مصدر كنسي أن تنشر هذه الأفكار من خلال المجلس الجديد الذي يدرس البابا تشكيله، لا سيما وأن الأنبا أنجليوس سيكون أحد ركائزه، كما أن البطريرك قد يكون متوافقا مع ما روجه من تعاليم، حيث لم يصدر بيانا يدين أو يستنكر أو يرد على هذه التعاليم.

تجدر الإشارة هنا إلى أن ترويج أفكار الأنبا أنجليوس من خلال مجلس البابا الجديد، سيعجل بمواجهة ظلت لسنوات طويلة «مؤجلة»، حيث إن هناك سابقة خرج فيها أحد عشر أسقفا يطالبون بمباراة فكرية لكل صاحب فكر مخالف الأرثوذكسية، بعد انتشار تعاليم تشير إلى رمزية شخصيات وأحداث الكتاب المقدس.

كما أن الأنبا أنجليوس يعتبر واحدًا من المقربين من البابا تواضروس، حيث عينه نائبا بابويا للمهجر يقيم خارج مصر، بجانب كونه مسئولا عن مجلس أكليريكي للأحوال الشخصية، لحل مشاكلهم الشخصية والزوجية، لكنه عاد إلى شبرا بعد زيادة للهجوم عليه، نظرا لتعاليمه التي رفضها الكثيرون، في حين التزم البابا تواضروس الصمت. 

وقد أصدر 11 أسقفا من أمريكا الشمالية ولندن وأستراليا، بيانا يرفضون كل فكر منحرف، وتعاليم غريبة عن الأرثوذكسية، مؤكدين ثباتهم على الإيمان الأرثوذكسي، إلى النفس الأخير، واحترام القوانين الكنيسة التي وضعها الآباء الرسل، وتعهد الأساقفة بنشر الكرازة بالإنجيل، والحفاظ على تقاليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وطقوسها وتعاليمها، مع تعليم الشعب الإيمان المستقيم.

ودعا الأساقفة الغاضبون إلى حوار لاهوتي يعتمد على مرجعية الكتاب المقدس، كما شرحه آباء الكنيسة، حتى يمكن تصحيح ما اسموه المفاهيم الخاطئة وحماية شعب الكنيسة من مثل هذه الانحرافات.

وروج الأنبا أنجيلوس الأسقف العام والنائب البابوي بشمال أمريكا وكندا، أفكارا تقول برمزية أحداث وشخصيات الكتاب المقدس، وهو ما واجه انتقادات شديدة من الأقباط الذين اعتبروه يتبنى بدعا وهرطقات، وإنكارا للوحي.

تعاليم الأنبا أنجيلوس، أشعلت الأوضاع في أمريكا، التي كانت بمثابة منصته الأولى، إلا أن الأقباط هناك واجهوه بانتقاد شديد، وصل إلى حد التطاول، وحال العقلاء دون الاعتداء عليه باليد، وهو ما جعله يطلب من البابا عدم العودة مجددا إلى أمريكا خوفا من بطشهم.

الفضاء الإلكتروني.. لعب دورًا في وصول تعاليم النائب البابوي، إلى الداخل المصري، وهو ما أشعل الوضع بين كهنة شبرا الشمالية، إلا أن مصدرا كنسيا أكد أنهم تعرضوا لضغوط لاستقبال الأنبا أنجيلوس في المطار، في محاولة لإخضاعهم للأسقف، حتى لا تنفلت الأوضاع هناك.

الأنبا أنجيلوس الذي أثار الجدل عندما قال إن الكتاب المقدس يتضمن قصصا رمزية، خاصة في العهد القديم، والتي لا يمكن أن يتم تفسيرها بشكل حرفي، عاد سريعا وهاجم معارضيه ووصف مهاجميه بأنهم مجموعات مناهضة للكنيسة تعمل على تفتيت وحدتها والتشهير بالأساقفة والكهنة والرهبان، مستغلة صفحات السوشيال ميديا، بزعم أنهم حماة الإيمان والعقيدة الأرثوذكسية، واتهمهم بالكذب والاجتزاء والهرطقة. 

صمت البابا تواضروس الثاني، إزاء كل ما يحدث، ونشر تعاليم غير مألوفة على شعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث لم يصدر بيانا ولم يتطرق من بعيد أو قريب إلى الأمر في عظته الأسبوعية، جعل البعض يقول إنه داعم وموافق على هذه التعاليم، ومساند لمروجيها بزعم دعمه للاجتهاد.

بعض أساقفة الكنيسة في الداخل أيضا عبروا عن غضبهم إزاء تلك التعاليم، حيث أصدر الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة بيانا أكد فيه رفضه لمثل هذه التعاليم المخالفة لمعتقدات الكنيسة الأرثوذكسية، كما أن الأنبا موسى أسقف الشباب، أكد أن لجنة الإيمان والتعليم أعدت ملفات متكاملة عن بدع رمزية وأسطورية الكتاب المقدس، وتنتظر انعقاد المجمع للبت فيها، مشيرا إلى أن البدع أفكار منحرفة تسللت للكنيسة بواسطة ناس داخلها، وهى بدع تهدف للطعن في الكتاب المقدس والعقيدة والإيمان.

أما الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس، فكان حائط الصد الأول لما بثه الأنبا أنجيلوس، وحاول التصدي لتعاليمه من خلال الفضائيات وعظاته، وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان دائما ما يفند ما يقوله، ويرد عليه تفصيليا، لكن الأمر لم يمر مرور الكرام، حيث إن ثمة خلافات نشبت بين البابا والأسقف، رجح البعض أنها بسبب تلك التعاليم، وموقف البابا منها، في النهاية رحل الأنبا رافائيل واختير الأنبا دانيال سكرتيرا للمجمع المقدس، وبقيت الأفكار والتعليم.

البطريريك مراكز القوى

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 01:19 مـ
18 رمضان 1445 هـ 28 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:21
الشروق 05:49
الظهر 12:00
العصر 15:30
المغرب 18:11
العشاء 19:29