التسول عبر الفضائيات
بقلم:ابن رشد الجورنالجي
كلما مررت فى شارع، او توقفت فى اشارة مرور، سوف تجد متسولين يستجدون، المارة ، وتزداد هذة الظاهرة بشكل كبير جدا فى شهر رمضان المبارك ،والذى يعتبرة المتسولون فرصة للحصول على اكبر قدرمن المال ، مستغلين فى ذلك اجواء رمضان ، التى تحث الصائمين على التصدق والاكثارمن العمل الصالح ،
والحقيقة ان هذا الفعل يمثل جريمتين فى القانون المصرى،الاولى جريمة تسول والثانية جريمة تشرد، وبدون الدخول فى تفاصيل قانونية قد ترهق القارئ الكريم،قد تصل العقوبة الى الحبس او الوضع تحت مراقبة الشرطة،لمدة قد تصل الى خمس سنوات، وهى عقوبة فى المفهوم القانونى تساوى الحبس، وقد كان التسول من قديم موجود فى مصر وباشكال مختلفة ، وكان مستنكراًفى كل وقت وكل زمان ومُجرم ولعل ما يؤكد ذلك ان المعاقبة على التسول والتشرد بداءت بالقانون رقم 49 لسنة 1933 ،
وكما ان القانون يجرم هذة الظاهرة ويعاقب مرتكبها، فان تعاليم الدين تنفر من ارتكاب هذا الفعل وتحث على الابتعاد عنة بعتبارة ينال من المرؤة ويحط من كرامة الانسان وان بديل التسول هو العمل ،وان هذا المتسول المدفوع بالابواب يرتكب فعل اقل ما يقال عنة انة مكروة فى نظر الدين ،
وبالرغم من انة جريمة ومنهى عنة شرعا الانة يزداد فى الاونة الاخيرة بشكل كبير ولم يقتصر على الشكل التقليدى الذى تجد المتسول يسير فى الشوارع يتسول المارة او سائقى السيارات وفى الريف يطرق الابواب بل اصبح اكثر خطورة ،
حيث ان بعض القنوات التلفزيونية الفضائية اصبحت تتسول هى الاخرى !! فتقوم تلك القنوات بجلب بعض الاشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة، او بعض النساء المنتقبات او البعض ممن اتفقو معهم على لعب دور المرضى ،وغيرهم وياخذون يستجدون الناس عبر الشاشات! وبعضهم يقوم بادقان دورة حتى ترق بعض القلوب وتتعاطف وتقدم التبرعات، وفى الحقيقة فان ذلك معد مسبقا ومتفق علية والامر مجرد وسيلة للتسول، او قل النصب على الناس باسم المساعدة لانسانية وهذة القنوات تبث ليل نهار بلا رقيب او حسيب ،
والامر ليس با البساطة التى قد يتصورها البعض الامر لة علاقة بعدة اعتبارات ،،
الاول منها ، قيم يتم التاكيد عليها والدعوى لها عن طريق اظهار هذة الصورة امام المُتلقى ،حتى يعتاد على ذلك المشهد،، ولايجد فية غضاضة ،ومن ثم يكون دافعا لاشخاص اخرين لسلوك ذات النهج واتباع نفس السُنة باعتبار هذة الممارسات تدر الكثيرمن المال ، وسوف يكون ذلك بديل للتفكير فى العمل المنتج البناء ، الذى يفيد الفرد والمجتمع ، فماذ يستفيد المجتمع من مجموعة من المتسوليين المتشردين !!
والاعتبار الثانى ،، مثل هذا السلوك والذى يذاع عبرقنوات فضائية ويُشاهد داخل مصر وخارجها يسئ لصورة مصر ويعطى انطباع غير حقيقى عن شعبها ، بانة شعب يتعيش على التسول ، وان هذة المجموعة المجرمة تعبر عن صورة مشوة لشعب عريق يكافح كل يوم بطول هذة البلاد وعرضها ، فى المصانع والمزارع والاسواق وفى المحلات التجارية وفى كل موقع بة رجل او سيدة ، مصرى يكد من اجل حياة كريمة،ثم ياتى هؤلاء المجرمين ليقدمو صورة مُهينه عن شعب عريق ولايوجد من يحاسب هؤلاء المجرمين !،من المتسوليين، والذين لاهم لهم غير جمع المال .
والسؤال لماذ يترك هؤلاء يقومون بالاساءة الى صورة الشعب المصرى لماذ يترك هولاء يهدمون قيم راسخة لدى هذا الشعب ،واهم هذة القيم قيمة العمل والعرق والاكل من عرق الجبين كما يقول المصريين ، لماذ لايطبق على هؤلاء المجرمين القانون ويزج بهم فى السجون جراء ما يقترفونة فى حق مصر وشعبها، من يدير هذة القنوات المشبوة التى تنال من سمعة المصريين ومن مروءتهم ، لابد من تطبيق القانون على هؤلاء جميعا .
ابن رشد