خريطتنا الإعلامية إلي أين؟
الجورنالجيبقلم - ماهر عباس
كل المهن تمارس بتصريح عمل لها أو تعريف واضح إلا مهنة الاعلامي في مصرنا الجديدة.. فقد دخلها كل من هب ودب وباتت مهنة من لا مهنة له.. العشوائية "والفكاكة" تسيطر علي خريطة الاعلام.. ووقف النبلاء وشيوخ المهنة صامتين أمام غزو الدخلاء دون مزاحمة.. وسط اعلام خاص بمال سياسي لا يعرف مصدره وإن كان معروف اجندته في صحف وبوابات وفضائيات تصدمنا ب "شرشحة" اعلامية وبرامج لراقصة تركت منصة الرقص الشرقي لتتحفنا بعيد ميلادها علي الشاشة وأخري تبدل الأزواج كما تبدل جواربها.. الصورة تحتاج الي تنظيم خريطتنا الاعلامية وتطهيرها من "روث" بصري وتلوث سمعي ومقروء في مرحلة مهمة تحتاج منا جميعا ان نقف وراء ميثاق شرف اعلامي يواكب المرحلة ويطهر اعلامنا من مسلسل السقوط الرديء الذي يشهده وتصفية الحسابات الرخيصة التي تمارس علي الملأ.
وأظن ان امام القيادة السياسية تقارير الرقابة الادارية المملوءة بالمعلومات حول ممارسات كثيرة لاعلاميين ووزراء ومحافظين وبها سطور سلبية كفيلة بابعادهم.. ولا يجوز ان يتحدث اعلامي باسلوب رخيص ويبقي يصدعنا علي الشاشة وبألفاظ لا تقال الا في الحانات ويصف نفسه بالاعلامي.
واعتقد ان الطبقة المتوسطة والفقراء من هذا الشعب والتي تشكل 70% هي الظهير الاساسي لثورتي 25 يناير و30 يونيو يطالبون اليوم قبل غد بالتطهير وتغيير من يخرج علي بناء الدولة الجديدة بما يواكب طموحات هذا الشعب العظيم.والسؤال المهم الذي يتردد الآن بقوة من هو المسئول عن دعوة رجال الفكر والصحافة والاعلام لحضور لقاءات الرئيس.. لا يعقل ان تكون نفس الوجوه التي تواجدت في مرحلة مبارك والمجلس العسكري وصعدت مع الإخوان وابتعدت امام ارادة الشعب هي في معظمها "إلا قليلا" تتواجد حول القيادة اليوم.. مصر مملوءة بالكفاءات من الشباب والشيوخ المؤمنين بأهمية الوطن ومصالحه العليا فوق كل اعتبار.. لكن اصحاب المصالح لا يريدون لهؤلاء الشباب والكفاءات الاعلامية ان تكون في دائرة صناعة القرار كي لا تكشف أجندتها المتحولة والمتلونة ضد مصالح الوطن.. بعد حديث الرئيس السيسي الاخير للأمة والذي كان واضحا انه مع محدودي الدخل نحتاج لإعلام يترجم طموحات المرحلة وتحدياتها لا إعلام يتباهي الصارخون فيه عبر فضائيات نص الليل بأنهم يحصلون علي المليون وأكثر.. في الوقت الذي يقفون في صف واحد يتحدثون في قضايا تافهة لخلع الحجاب ومسيرة الكلب وسط أحزاب لا ارضية لها في شارع مزدحم لا يعرفها حتي لو استضافت مؤتمراتها في فنادق 5 نجوم.. ولا نراها الا عبر فضائياتها.. مطلوب اليوم تصحيح خطابنا الاعلامي يغلب مصالح الوطن العليا علي مصالح الاعلامي الخاصة.. نريد اعلاماً يطرح القضايا القومية بما يتوافق وحقيقة التحديات التي تواجهنا لا طرح اجندة خاصة تعرقل مسيرة بدأت في 25 يناير وصححت في 30 يونيو من أجل بناء مصر الجديدة بلا فساد ولا محسوبية تحترم القانون وتسعي للعدالة الاجتماعية وكفاءة الفرص لشعب يريد ان يبني وطنا نعتز به.