إن عَشِقنا فعذرُنا أن في وجهنا نظر
بقلم منى الطوخى الجورنالجيقُل لمَن لام في الهوى هكذا الحُسن قد أمر، إن عَشِقنا فعُذرنا أن في وجهِنا نظر؛ هكذا أنهى "بشارة الخوري" قصيدته "جَفنه عَلم الغزل. "
في معاجم اللغة العربية كلمة عِشق تعني الحب الشديد أو الإفراط في الحب، إذا تأملنا هذا المعنى فسنجد أننا جميعًا نقع في شرك هذا الشعور الغير مبرر لشخص ما في وقت ما، هو فقط دون غيره؟!
والعشق ليس حكِرًا على الجميلات، فحالة العشق تلك تحدث عندما تُهيم وتُغرَم بروح من تحب، وحينئذ لا يكون للجمال قيمة لأنك تراه من الداخل وقد يُخفي هذا العِشق عيوب من تحب أو يجعلك تغض الطرف عنها.
الملكة كليوباترا، أعظم وأشهر ملكات التاريخ والتي امتلكت قلبيّ أعظم واقوى رجلين في العالم؛ قيصر روما المعروف بذكائه وحكمته، ومارك انتوني قائد الجيوش وأعظم المحاربين أقواهم والذي تخلى عن زوجته وعن قوانين الإمبراطورية الرومانية والتي تمنعه من الزواج بغير رومانية، وقع في حبها على الفور، عندما ذهبت إليه بنفسها مختبأه في سجادة وخرجت منها أمامه كَعروس البحر وهي في أبهى صورها.
المعروف عن الملكة كليوباترا وبحسب كلام المؤرخون أنها لم تكن إمرأة جميلة على الإطلاق وكانت تتفنن في ابتكار الخلطات والكريمات لتُجمل نفسها إلى حد أنها كانت تستحم باللبن والعسل ، لكنها كانت تمتلك شخصية قوية وروح آسِرَة وخفة ظل تمكنها من الاستحواذ على قلوب الرجال.
جمال العيون أو الوجه والشعر وحتى الجسد، قد يكون حافزًا فقط للفت النظر، لكن إن لم تمتلك صاحبتهم روح أجمل فلن تكون أكثر من تمثال جميل، لا نطلب منه أكثر من أن يكون جميلاً ولن يُطلَب منك أكثر من أن تزيح عنه التراب ليبقى جميلاً دائمًا.
لا يوجد إمرآة قبيحة، لكن لكل واحدة جمالها، فقط إكتشاف أين يختبئ هذا الجمال وإبرازه هو كل ما في الأمر.
الشيء المؤكد أن جمال الخِلقة وخده لا يكفي، لكن جمال الروح قد يكفي، ويكون نواة أساسية لحالة عشق قد تكون أبدية، لأن الروح لا تتغير ولا تغطيها التجاعيد أو تصيبها السمنة في يوم من الأيام.
أما هؤلاء من أحبهم الله وحبب الناس فيهم بمنحِهم جمال الشكل والروح والذكاء الكافي لإبرازهما وحباهم بتلك النعمة؛ هنيئًا لكم إكتمال جمالكم وامتلاك القلوب التي في وجهها نظر.