خبراء عن تشكيل لجنة وزارية للسياحة والآثار: تبرهن على اهتمام الدولة بالقطاع

قبل يومين، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بتشكيل لجنة وزارية للسياحة والآثار، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وعضوية وزراء؛ السياحة، والآثار، والثقافة، والمالية، والتنمية المحلية، والصحة والسكان، والبيئة، والطيران المدني وممثل عن وزارة الداخلية، ورئيس اتحاد الغرف السياحية، على أنه يمكن للجنة أن تدعو إلى اجتماعاتها من تراه من الوزراء أو المحافظين أو ممثلي الجهات الحكومية الأخرى، متى اقتضت الحاجة حضورهم لمناقشة أي من الموضوعات الداخلة في اختصاص اللجنة الوزارية.

وقال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، إنه وفقًا لقرار رئيس الوزراء، تختص هذه اللجنة الوزارية للسياحة بالعمل على تذليل كافة العقبات التي تعترض النشاط السياحي والأثري، والتعاون لتعظيم الإيرادات السياحية والأثرية وإيرادات المتاحف، إلى جانب العمل على وضع آلية لإحكام المنظومة الأمنية بمختلف المناطق السياحية والأثرية، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات السيادية المعنية بالدولة، على أن يكون وزير السياحة والآثار مقررًا للجنة، ويقترح موعد انعقادها ويضع جدول أعمالها، وتجتمع اللجنة بصفة دورية بدعوة من رئيسها، وتكون القرارات الصادرة عنها ملزمة للجهات المعنية.
وأضاف سعد: "تختص اللجنة الوزارية أيضا بالعمل على تذليل العقبات والتنسيق بشأن كافة ما يتعلق بمنظومة النقل الجوي، وما يتصل بذلك من المشكلات التي تعترض منظمي الرحلات في المطارات المصرية، وتشغيل خطوط طيران جديدة لتوفير الطاقة الجوية الكافية لنقل السائحين من مختلف الأماكن إلى مصر، إلى جانب اختصاصها بوضع الحلول للمشكلات التي تعترض تحركات السائحين في منافذ الوصول البرية والبحرية، وعلى الطرق البرية المؤدية إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية والمناطق الأثرية والمتاحف والتي قد تهدد سلامتهم".
وبمقتضى قرار رئيس الوزراء، يكون من اختصاص اللجنة كذلك؛ بحث كافة الأوجه الخاصة بتطوير والارتقاء بالمناطق الأثرية والمتاحف والمقاصد السياحية بوجه عام، وإدراج معالم أثرية ومدن سياحية جديدة على الخريطة السياحية لمصر، إلى جانب قيامها بالعمل على تنمية والارتقاء بالقطاع السياحي وقطاع الآثار في إطار من التنمية المستدامة والتخطيط الجديد، ووضع رؤية لعقد مؤتمرات سياحية وتراثية وأثرية لإظهار الوجه الحضاري لمصر، وعرض ما تحتويه مصر من معالم سياحية وأثرية ومتاحف متميزة.

من جانبه، قال رضا لاشين، الخبير الاقتصادي، إن تشكيل لجنة وزارية للسياحة يبرهن على اهتمام الدولة بها، والسعي لعودتها لوتيرتها الأولى لما قبل ثورة 25 يناير 2011، خاصة أن الأفواج السياحية بدأت تنتظم في المطارات خلال الأسبوعين المنصرمين.
وأضاف لاشين، أنها توفر لمصر عملة صعبة، فمع انتظامها تخطى الاحتياطي النقدي حاجز الـ45 مليار و400 مليون دولار، فضلًا عن ارتفاع نسبة الإشغالات في الفنادق والمدن السياحية، على رأسهم مدينة شرم الشيخ، والغردقة، ومرسى علم، فهم من أكبر المقاصد السياحية.
وناشد الخبير الاقتصادي، رئاسة الوزراء باتخاذ إجراءات التخطيط لزيادة عائدات الآثار والسياحة؛ حيث إن بعض الدول لا تمتلك الامكانيات السياحية والتاريخية التي تمتلكها مصر؛ إذ تمتلك ثلثين آثار العالم، بالإضافة إلى 3200 كيلو متر شواطئ على البحر الأحمر والبحر المتوسط، و1000 كيلو متر على نهر النيل.
وأشار لاشين، إلى أن السياحة تنقسم لعدة أفرع في مصر منها السياحة العلاجية وهي الأكثر إهمالًا، وسياحة الآثار، والنيلية، والداخلية لمواطنيها، لذا يجب أن يكون الاهتمام بالسياحة والآثار اهتمام قومي؛ إضافة إلى حل كافة المعوقات والمشكلات لتنمية وزيادة عدد السياح، وزيادة وتيرة الإشغالات السياحية والمتاحف والآثار.

وطالب الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، بنشر الثقافة السياحية في المجتمع المصري، وترسيخ أهمية السياحة من خلال الاهتمام بتدريسها في المراحل التعليمية، والاهتمام بكليات السياحة، إضافة إلى إعطاء وزير السياحة والآثار كافة الصلاحيات للنهوض بالقطاع وإزالة كافة المعوقات التي تواجهه.
وتحفظ على إنشاء لجنة وزارية للسياحة في ظل وجود وزارة مخصصة للسياحة والآثار، وتشكيل المجلس الأعلى للسياحة، ما يستوجب أن تقتصر أعمال اللجنة كلجنة تنسيقية بين الوزارات المختلفة وليس إدارة الملف بأكمله، إذ أن الوزراء مكبلين بأعباء؛ مشيرًا إلى أن السياحة ثقافة وخدمة؛ تصنف في الاقتصاد في قطاع الخدمات.
وأضاف عبده،أن البنك المركزي كشف في ديسمبر الماضي عن ارتفاع إيرادات السياحة بقيمة 2.7 مليار دولار مسجلة 12.570 مليار دولار في العام المالي 2019/2018 مقابل 9.804 مليار دولار في العام المالي 2017/ 2018.
وأوضح أنه على الرغم من ارتفاع الإيرادات إلا أن مصر حققت 12 مليار مقابل 88 مليار دولار لفرنسا على الرغم من التفجيرات التي شهدتها، مشيرًا إلى أن ارتفاع نسبة التحرش بالسائحين، وأسلوب التعامل الخاطئ مع السائحين سببًا رئيسيًا في الأمر، مطالبًا بتدريس اللغات المختلفة لعسكري المرور، ليسهل من تعاونه مع السائحين.