جريمة في عز الضهر
ارتدى «أحمد» الشاب صاحب الـ١٧ ربيعًا من عمره، ثوب الرجال منذ نعومة أظافره، لمساعدة والده على الحياة القاسية، تاركًا اللهو والمرح كباقى أقرانه في نفس المرحلة العمرية، فبدأ يجمع مع والده الأموال البسيطة لتكوين مبلغ يجعلهما يستطيعان شراء «مكتبة» بجوار منزلهما بمنطقة الخانكة محافظة القليوبية، لتكون لهما مصدر الرزق، لم تقف آمال ذلك الشاب عند حصوله على المكتبة فحسب، بل ظل يجوب الشوارع والميادين أملًا في الحصول على بضاعة جيدة لها توفر له مزيدا من الأموال رفقة والده.
رافق الشاب «أحمد» والده لجلب متعلقات «المكتبة» لبيعها للطلاب تزامنًا مع اقتراب الفصل الدراسي الثانى لجنى المال الحلال، ولم يتوقع أن هذا المشوار سيكون له بمثابة تأشيرة خروج من الحياة، ففى الطريق وحال تواجده رفقة والده داخل السيارة ملكهم، طاردهما ثلاثة ملثمين يستقلون دراجة نارية وحاولوا إجبارهما على التوقف والترجل من السيارة، ولكن الأب رفض وبمحاولته الهروب من ذلك الكمين، أطلق أحد الملثمين رصاصة اخترقت قلب نجله لتسيل الدماء منه وتغرق الكرسى المجاور للسائق، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته.
فور رؤية المتهمين الشاب غارقًا في دمائه لاذوا بالفرار، ليزيد والد الشاب من سرعته متوجهًا لأقرب مستشفى في محاولة لإنقاذ نجله الذى لم يتوقف نزيفه، وعند وصوله طلب مساعدة من داخل المستشفى، وتم إخراج حاملة أدخلت الشاب إلى غرفة العمليات مباشرة، ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، ليجلس الأب واضعًا يديه فوق رأسه ناظرًا إلى الأرض يسترجع ذكرياته رفقة طفلة وصديقه، وتم إخطار قسم الشرطة بالواقعة.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء أمس الأول عندما تلقى ضباط مباحث قسم شرطة الخانكة إشارة من المستشفى تفيد استقبال «أحمد. عماد. ع»، طالب، ومقيم منشية الجبل الأصفر بدائرة القسم، مصاب بطلق نارى بالجانب الأيمن من الظهر فتحة دخول أدى لوفاته، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم وبسؤال والده «عماد. ع. ح»، صاحب مكتبة، قرر أنه حال استقلاله سيارته وبصحبته نجله أثناء عودته لمسكنه فوجئ بدراجة نارية يستقلها ٣ أشخاص حاولوا استيقافه، إلا أنه أسرع بالفرار وتناهى إلى سمعه صوت إطلاق أعيرة نارية أصابت إحداها السيارة ونجله بذات الوقت وأودت بحياته.
وبإبلاغ اللواء هشام سليم، مدير إدارة البحث الجنائي، الذى كلف بسرعة تشكيل فريق بحث، والذى نجح في تحديد هوية الجناة، وتبين أنهم كل من: «عماد. م. ص»، عاطل، و«محمد. ص. ص» وشهرته «الديب»، نجار مسلح، و«محمد. ط. س»، نجار مسلح، و»أحمد. م. ع»، نجار مسلح، السابق اتهامه في قضية عاهة مستديمة، المعروفين بعصابة الديب، وعقب تقنين الإجراءات جرى ضبط المتهمين جميعًا.
وبمواجهة المتهمين أقروا باتفاقهم فيما بينهم على سرقة سيارة المجنى عليه كرهًا عنه، والمقيم بذات منطقة سكنهم لمساومته على استرجاعها نظير مبلغ مالي، وفور مرور سيارة المجنى عليهما حاولوا استيقاف السيارة، وفى أثناء ذلك أشهر الأول سلاحًا ناريًا بندقية آلية صوب المجنى عليهما لإرهابهما، إلا أن قائدها أسرع محاولًا الفرار هربًا، فبادره المتهم الأول بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاه السيارة أحدثت إصابة نجله التى أودت بحياته، بينما أطلق الثانى عدة أعيرة نارية في الهواء من السلاح حوزته لتغطية هروبهم، وفروا جميعًا هاربين عقب ذلك.
وقام المتهمون كذلك بالإرشاد عن المتهم الأول وجرى ضبط السلاح النارى الذى كان بحوزته عبارة عن بندقية آلية وبداخل خزينتها عدد ١٢ طلقة من ذات العيار، وبإرشاد المتهم الثانى تم ضبط السلاح النارى الآخر المستخدم، عبارة عن بندقية خرطوش تحمل طلقتين من ذات العيار، وبإرشاد المتهم الثالث تم ضبط الدراجة النارية المستخدمة في الواقعة بدون لوحات معدنية وتم التحفظ عليها، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
