ثوره الحمير في سيرك الأسود
بقلم : محمد عبد الوهاب
استيقظت من نومي فزعا علي اصوات مرعبه لم أتبين هويتها للوهله الاولي واسرعت بفتح نافذتي المطله علي شارع الهرم، لتصيبني الدهشه من هول المنظر. الاف من الحمير يتحركون في مشهد مهيب تجاه ميدان الجيزه ،،كان نهيقهم الجماعي تهتز له القلوب وتقشعر معه الابدان من فرط القوه والاصرار ،،،هرولت مسرعا للطريق وقد انتابني الفضول. ماذا حدث للحمير لتخرج عن وداعتها المعهوده وتتحول لوحوش كاسره تغلق الطريق علي البشر؟ لم يدم استغرابي طويلا حتي باغتني جحش صغير ببردعه انيقه بسؤال: هل ترضي ايها البشري ان يقتلوا سبعون حمارا من زملائنا في الفيوم لإطعام اسود السيرك الجائعه من اجل اسعادكم بعروضهم الوهميه ? الا تعلمون ان هذه الاسود لو اطلق سراحها سيلتهمون اجسادكم ايضا ?! هدأت من روعه وطلبت منه ان ننسحب من المظاهره لبعض الوقت علي ان نلحق بها قبل وصولها للعجوزه حيث مقر السيرك. جلسنا علي مقهي بعد اقناعي لصديقي الحمار ان المقهي يقدم عصير البرسيم فريش ولنتابع التغطيه العالميه لمليونيه الحمير علي السي ان ان .. بادرته بسؤال مفاجئ: وما ادراك ان زملائكم القتلي استدرجوا لولائم الاسود ? هل من احتمال بالزج بهم في. مفرمه مصنع للسجق او المفروم ? او هم في طريقهم لقلب رغيف حوواشي ? نظر لي الحمار نظره تنم علي الاحتقار لي ولغبائي البشري.. ثم استدرك قائلا: انها نظرتكم الضيقه وعدم الادراك الذي يميزكم انتم عامه الشعب البشري ..هل تهتمون ببطونكم فقط ? اين الايمان بالله و بقضايا العداله نحن لم نخلق لوجبات البشر ولا لولائم الاسود؟ نحن خلقنا لخدمه البشريه وسنكمل مسيرتنا لقلب عرين الاسود في بلادهم ان لزم الامر، ولن نتراجع حتي تتوقف عن التهامنا.. تركني الحمار لينضم لمسيرته .. تركني في حيره من امري فحديثه معسول ومقنع ولكن الموضوعيه تحتم لقاء الاسد سفير دوله الغاب لمعرفه وجهه نظره. اتجهت الي السيرك مستقلا سياره اجره لاسبقيه الوصول قبل الحمير .. وما ان وصلت لقفص الاسد حتي تملكتني شجاعه لم اعهدها في نفسي من قبل وهتفت صارخا: أيها الاسد الجبار من سمح لك بدخول بلادي لتستبيح اعراض حميرنا الطيبه.. هذا ليس موطنك.. انت من غابه الوحوش ونحن وطن له سياده وكرامه؟ عودوا لاوطانكم .. السيرك مصري ولايجب دخول حيوانات غريبه المنشأ .. رمقني الاسد بنظره سخريه وتهكم قائلا ،،،ايها البشري الضعيف ان حميركم هي من ألحت لحضوري لانقاذ سيرك بلادكم من الافلاس فالجمهور لن يدفع مالا من اجل عروض. البلياتشو البشري وركض الحمير الوحشيه بمضمار الحلبه ،،،،،،لم تفهموا متطلبات الاسود.. نحن لانأكل سوي اللحم الساخن.. ونحن لانسعي اليه بل يقدمه لنا بنو جنسك من حراسنا المخلصين. نسعدكم بزئيرنا المخيف وتصفقون لقفزنا في نار أطواقكم المشتعله.. نمنحكم متعه التحكم بنا بضربه السوط الوهميه ونتوقف عن التهامكم ثم تبخلون علينا بحميركم وليمه لنا .. لم اتحمل غطرسه الاسد الملعون، وكان الرد: ان حمارنا الاصيل لم يخلق للاكل بل للركوب، نضربه بعصا او نلسعه بكرباج ولكن لانأكله.. هذا حرام شرعا. فاجأني الاسد بضحكه عاليه اشعرتني لوهله بقدره الاسد القيام بعمليه دوبلاج داخليه: ايها البشري ماتركبونه نأكله. ومانأكله تستردونه عروضا مبهره للتسليه.. تركت الاسد مع اقتراب صوت نهيق الحمير الثائره والمذبحه قادمه لامحاله ومواجهه الحمير للاسود انتحار للبشر من امثالي. الاسود المبهره قد تقتلني التهاما.. والحمير الثائره قد تصرعني رفسا.. لقد قررت ان اكون بلياتشو بشري بكل انسانيته علي الزج بحياتي في مغامره غير محسوبه العواقب.. بين وحوش الغابه وحمير تحولت لولائم يرمي بها خلف اسوار السيرك.
⇧
استيقظت من نومي فزعا علي اصوات مرعبه لم أتبين هويتها للوهله الاولي واسرعت بفتح نافذتي المطله علي شارع الهرم، لتصيبني الدهشه من هول المنظر. الاف من الحمير يتحركون في مشهد مهيب تجاه ميدان الجيزه ،،كان نهيقهم الجماعي تهتز له القلوب وتقشعر معه الابدان من فرط القوه والاصرار ،،،هرولت مسرعا للطريق وقد انتابني الفضول. ماذا حدث للحمير لتخرج عن وداعتها المعهوده وتتحول لوحوش كاسره تغلق الطريق علي البشر؟ لم يدم استغرابي طويلا حتي باغتني جحش صغير ببردعه انيقه بسؤال: هل ترضي ايها البشري ان يقتلوا سبعون حمارا من زملائنا في الفيوم لإطعام اسود السيرك الجائعه من اجل اسعادكم بعروضهم الوهميه ? الا تعلمون ان هذه الاسود لو اطلق سراحها سيلتهمون اجسادكم ايضا ?! هدأت من روعه وطلبت منه ان ننسحب من المظاهره لبعض الوقت علي ان نلحق بها قبل وصولها للعجوزه حيث مقر السيرك. جلسنا علي مقهي بعد اقناعي لصديقي الحمار ان المقهي يقدم عصير البرسيم فريش ولنتابع التغطيه العالميه لمليونيه الحمير علي السي ان ان .. بادرته بسؤال مفاجئ: وما ادراك ان زملائكم القتلي استدرجوا لولائم الاسود ? هل من احتمال بالزج بهم في. مفرمه مصنع للسجق او المفروم ? او هم في طريقهم لقلب رغيف حوواشي ? نظر لي الحمار نظره تنم علي الاحتقار لي ولغبائي البشري.. ثم استدرك قائلا: انها نظرتكم الضيقه وعدم الادراك الذي يميزكم انتم عامه الشعب البشري ..هل تهتمون ببطونكم فقط ? اين الايمان بالله و بقضايا العداله نحن لم نخلق لوجبات البشر ولا لولائم الاسود؟ نحن خلقنا لخدمه البشريه وسنكمل مسيرتنا لقلب عرين الاسود في بلادهم ان لزم الامر، ولن نتراجع حتي تتوقف عن التهامنا.. تركني الحمار لينضم لمسيرته .. تركني في حيره من امري فحديثه معسول ومقنع ولكن الموضوعيه تحتم لقاء الاسد سفير دوله الغاب لمعرفه وجهه نظره. اتجهت الي السيرك مستقلا سياره اجره لاسبقيه الوصول قبل الحمير .. وما ان وصلت لقفص الاسد حتي تملكتني شجاعه لم اعهدها في نفسي من قبل وهتفت صارخا: أيها الاسد الجبار من سمح لك بدخول بلادي لتستبيح اعراض حميرنا الطيبه.. هذا ليس موطنك.. انت من غابه الوحوش ونحن وطن له سياده وكرامه؟ عودوا لاوطانكم .. السيرك مصري ولايجب دخول حيوانات غريبه المنشأ .. رمقني الاسد بنظره سخريه وتهكم قائلا ،،،ايها البشري الضعيف ان حميركم هي من ألحت لحضوري لانقاذ سيرك بلادكم من الافلاس فالجمهور لن يدفع مالا من اجل عروض. البلياتشو البشري وركض الحمير الوحشيه بمضمار الحلبه ،،،،،،لم تفهموا متطلبات الاسود.. نحن لانأكل سوي اللحم الساخن.. ونحن لانسعي اليه بل يقدمه لنا بنو جنسك من حراسنا المخلصين. نسعدكم بزئيرنا المخيف وتصفقون لقفزنا في نار أطواقكم المشتعله.. نمنحكم متعه التحكم بنا بضربه السوط الوهميه ونتوقف عن التهامكم ثم تبخلون علينا بحميركم وليمه لنا .. لم اتحمل غطرسه الاسد الملعون، وكان الرد: ان حمارنا الاصيل لم يخلق للاكل بل للركوب، نضربه بعصا او نلسعه بكرباج ولكن لانأكله.. هذا حرام شرعا. فاجأني الاسد بضحكه عاليه اشعرتني لوهله بقدره الاسد القيام بعمليه دوبلاج داخليه: ايها البشري ماتركبونه نأكله. ومانأكله تستردونه عروضا مبهره للتسليه.. تركت الاسد مع اقتراب صوت نهيق الحمير الثائره والمذبحه قادمه لامحاله ومواجهه الحمير للاسود انتحار للبشر من امثالي. الاسود المبهره قد تقتلني التهاما.. والحمير الثائره قد تصرعني رفسا.. لقد قررت ان اكون بلياتشو بشري بكل انسانيته علي الزج بحياتي في مغامره غير محسوبه العواقب.. بين وحوش الغابه وحمير تحولت لولائم يرمي بها خلف اسوار السيرك.
