عندما كنا في الأنافورة
تصور : دينا ذكي
الأنافورة هي بقعه على أرض المحروسه تختلف كثيرًا عن القاهرة برائحة هوائها النقية المحملة بعطر الفاكهه, ملحق بها 3 أماكن رئيسية وفدادين لا تعد من الفاكهه.
من حسن حظي أني قضيت ما يقرب من عشرة أيام في الأنافورة، ورأيت هناك مجتمعًا كامل يعيش من عمل يدة لا توجد بطاله ولا عالة ولا يوجد كسل ولا تخازل فهي كالجنة تمشي مثل الساعة "زي الكتاب مبيقول"
كان يبدأ القائمين علي خدمة المكان وخدمة زائرية قبل السادسة صباحًا فيذهبون للصلاة من السادسة للسابعه وبعدها الفتيه يذهبون لبناء و الزراعة اما الفتيات يحضرن لنا الافطار وبعدة الغداء واللعشاء عمل متواصل طول اليوم , ذات مرة حاولت ان انظف طبقي فلم تسمح لي فتاه صغيرة و قالت لي احنا هنا لخدمتكوا انا هغسلة " وما فهمته بعد ذلك انه عمل تطوعي بحت لا تأخد علية مالاً هو فقط تقرب الي الله !
[caption id="attachment_58985" align="aligncenter" width="481"]
قبب الأنافورة[/caption]
هناك عائلات من بينها القريب و الغريب و كثير من الفتيات في مثل سن تلك الصغيرة ولا يقمن حتي بتسريح شعورهن ولا يخدمن أنفسهن حتي ولا يعرفن طريق الجامع فما بالك بالخدمة فيه !
كيف حدث ذلك الفرق بين تلك و هذه !
كيف وصلت فكرة التفاني في العمل و الخدمة لإرضاء الله في خلقة ونحن نجد من تعمل و تذهب الي بيتها لتعمل ايضا في حين نجد أفراد العائله جميعا متراخين كسالي أمام أجهزة التليفزيون و اللاب توب و الاكس بوكس ...
[caption id="attachment_58981" align="aligncenter" width="408"]
المسيحيون يصطفون لآداء الصلاة داخل كنسية الأنافورة[/caption]
في موقف كان الغريب من نوعه رأيت اطفال يسيرون صباحا وكأنهم ذاهبون الي العمل ولم يكونو كذلك, بل كانو متجهون الي الكنيسة الموجودة في الانافورة ...
قررت الذهاب الي تلك الكنيسة ولحظت أنها بسيطه وجميلة كواحدة من كنائس أسيا السبع , أما ما أدهشني في مدخل الكنيسة هي الجذم المتراكمه أمام الباب و كأنه جامع فهذه أول مرة أري مسيحيين يخلعون الجذم أمام الكنيسة و عندما دخلت وجدت النساء أخذن الجانب الأيمن من المكان و كلهن يرتدين طرحه علي شعورهن و احيانا كانت تدخل الفتيات لتأخذن "طرح " من جانب المذبح الأيمن .
ولم يقتصر لأطفال علي يوم واحد فقط بل استمر يوميا او مدة العشر ايام التي اقمت فيها هناك وهو ما أدهشني كيف تجعلون طفل يستيقط في مثل هذا الوقت لغير الدراسة ! .... لله ...!
[caption id="attachment_58982" align="aligncenter" width="414"]
شعائر الصلاة داخل الكنسية[/caption]
و يوجد في المكان شباب يتراوح أعمارهم بين 15و 21 وجميعهم مقيمين فيه لكن بغرض الخدمة و هو شيْ غريب لم اسمع عنه قبل و تسائلت خدمة من و لماذا ... وما فهمته بعد ذلك انها تسمي خدمة للكنيسة خدمة لمن فهي خدمه لأي أحد و خدمة للرب أولا و تقرباً له .
شباب يتركون الكافيهات في الاجازة و يقومون بالكنس و المسح و التنظيف و الإستيقاظ باكرا تقربا الي الله وكأنهم ذاهدون في الدنيا .
وطرح عقلي السؤال لماذا يتجمع المسيحيين فيبنون دار للعبادة و ملحق بها اشياء كثيرة لخدمتهم بينما لا نجد الإ القليل من الجوامع التي تقوم بذلك .
صادف أن صديقه كانت تبحث عن مكان للإقامه في القاهرة ووجدت بالفعل وبعد شهر سألتني عن مكان للإقامه و للايجار فاعترض واجبت انها تسكن فعلا ... فاجبت هي الاخري ان المكان تبع الكنيسة ومتوفر فقط لمدة شهر للأفراد الذين يبحثون عن سكن , وفترة إقامتها انتهت .
[caption id="attachment_58983" align="aligncenter" width="485"]
مدخل كنسية الانافورة[/caption]
و بعدها عرفت من صديقه اخري انها سافرت 3 مرات للخارج قبل ذلك في منح تبادل ثقافي تبع الكنيسة وليس بمعني ان الكنيسة هي التي تدفع مصاريف السفر ولكن تساعدهم فقط علي إيجاد الفرص و علي ملئ الإستمارات بطريقه احترافية ...
وصادف أن كتب صديق لي الأتي "من ضمن فوائد مدارس الاحد التى كنا نرتادها يوم الجمعة على رائ صحابى :انك بتتعلم من صغرك قيم مهمة لحياتنا زي اشكر ربك على كل اللى عندك .. علشان اللى عندك حلم كبير لناس كتير " وقال إن دي ترنيمة
في يوم أخر كنت في الكنيسه صباحاً دخل صبي لا يتعدي الخامسة بسرعه و"عوج " السجادة في نفس اللحظه قاما طفلان "عدل" تلك السجادة وكأنها مسؤليتهم ...
ونحن ندخل الي الجامع نجد الأطفال يتركون بقايا طعامهم و يتراشقون بالماء داخلها و النساء يتركن مناديلهن... كيف حدث هذا الفرق و لماذا !
فماذا فعل المتدينون من المسلمون... و ماذا فعلوا بأطفالهم
ولماذا عندما تجمع المسلمون تحت راية جعلوها سياسية طامحة لأبعد من الدين و الإنسان !
ولماذا لا يربي المسلمون ابنائهم مثل المسيحيون أو مثل ما رأيت !
كل هذه التسائلات اخترقت عقلي ولن تتركه إلا عندما يمسك بالإجابة .
هذه ليسة دعاية للأنافورة ولا انبهار بمكان تسوده المثالية , و أنما لقطات مما رأيت و شغل فكري و ربما هي مجرد أفكار و سرعان ما ستنسي ...
[caption id="attachment_58986" align="aligncenter" width="487"]
كنسية الانافورة مضاءة ليلًا بأنوار الشموع[/caption]
⇧
الأنافورة هي بقعه على أرض المحروسه تختلف كثيرًا عن القاهرة برائحة هوائها النقية المحملة بعطر الفاكهه, ملحق بها 3 أماكن رئيسية وفدادين لا تعد من الفاكهه.
من حسن حظي أني قضيت ما يقرب من عشرة أيام في الأنافورة، ورأيت هناك مجتمعًا كامل يعيش من عمل يدة لا توجد بطاله ولا عالة ولا يوجد كسل ولا تخازل فهي كالجنة تمشي مثل الساعة "زي الكتاب مبيقول"
كان يبدأ القائمين علي خدمة المكان وخدمة زائرية قبل السادسة صباحًا فيذهبون للصلاة من السادسة للسابعه وبعدها الفتيه يذهبون لبناء و الزراعة اما الفتيات يحضرن لنا الافطار وبعدة الغداء واللعشاء عمل متواصل طول اليوم , ذات مرة حاولت ان انظف طبقي فلم تسمح لي فتاه صغيرة و قالت لي احنا هنا لخدمتكوا انا هغسلة " وما فهمته بعد ذلك انه عمل تطوعي بحت لا تأخد علية مالاً هو فقط تقرب الي الله !
[caption id="attachment_58985" align="aligncenter" width="481"]
قبب الأنافورة[/caption]هناك عائلات من بينها القريب و الغريب و كثير من الفتيات في مثل سن تلك الصغيرة ولا يقمن حتي بتسريح شعورهن ولا يخدمن أنفسهن حتي ولا يعرفن طريق الجامع فما بالك بالخدمة فيه !
كيف حدث ذلك الفرق بين تلك و هذه !
الشباب يقومون بالبناء و الزراعه و معظمهم مهندسين أو من قابلتهم, فهم يطورا بإستمرار المكان ولا يكلو منه .
كيف وصلت فكرة التفاني في العمل و الخدمة لإرضاء الله في خلقة ونحن نجد من تعمل و تذهب الي بيتها لتعمل ايضا في حين نجد أفراد العائله جميعا متراخين كسالي أمام أجهزة التليفزيون و اللاب توب و الاكس بوكس ...
[caption id="attachment_58981" align="aligncenter" width="408"]
المسيحيون يصطفون لآداء الصلاة داخل كنسية الأنافورة[/caption]في موقف كان الغريب من نوعه رأيت اطفال يسيرون صباحا وكأنهم ذاهبون الي العمل ولم يكونو كذلك, بل كانو متجهون الي الكنيسة الموجودة في الانافورة ...
قررت الذهاب الي تلك الكنيسة ولحظت أنها بسيطه وجميلة كواحدة من كنائس أسيا السبع , أما ما أدهشني في مدخل الكنيسة هي الجذم المتراكمه أمام الباب و كأنه جامع فهذه أول مرة أري مسيحيين يخلعون الجذم أمام الكنيسة و عندما دخلت وجدت النساء أخذن الجانب الأيمن من المكان و كلهن يرتدين طرحه علي شعورهن و احيانا كانت تدخل الفتيات لتأخذن "طرح " من جانب المذبح الأيمن .
ولم يقتصر لأطفال علي يوم واحد فقط بل استمر يوميا او مدة العشر ايام التي اقمت فيها هناك وهو ما أدهشني كيف تجعلون طفل يستيقط في مثل هذا الوقت لغير الدراسة ! .... لله ...!
[caption id="attachment_58982" align="aligncenter" width="414"]
شعائر الصلاة داخل الكنسية[/caption]و يوجد في المكان شباب يتراوح أعمارهم بين 15و 21 وجميعهم مقيمين فيه لكن بغرض الخدمة و هو شيْ غريب لم اسمع عنه قبل و تسائلت خدمة من و لماذا ... وما فهمته بعد ذلك انها تسمي خدمة للكنيسة خدمة لمن فهي خدمه لأي أحد و خدمة للرب أولا و تقرباً له .
شباب يتركون الكافيهات في الاجازة و يقومون بالكنس و المسح و التنظيف و الإستيقاظ باكرا تقربا الي الله وكأنهم ذاهدون في الدنيا .
وطرح عقلي السؤال لماذا يتجمع المسيحيين فيبنون دار للعبادة و ملحق بها اشياء كثيرة لخدمتهم بينما لا نجد الإ القليل من الجوامع التي تقوم بذلك .
صادف أن صديقه كانت تبحث عن مكان للإقامه في القاهرة ووجدت بالفعل وبعد شهر سألتني عن مكان للإقامه و للايجار فاعترض واجبت انها تسكن فعلا ... فاجبت هي الاخري ان المكان تبع الكنيسة ومتوفر فقط لمدة شهر للأفراد الذين يبحثون عن سكن , وفترة إقامتها انتهت .
[caption id="attachment_58983" align="aligncenter" width="485"]
مدخل كنسية الانافورة[/caption]و بعدها عرفت من صديقه اخري انها سافرت 3 مرات للخارج قبل ذلك في منح تبادل ثقافي تبع الكنيسة وليس بمعني ان الكنيسة هي التي تدفع مصاريف السفر ولكن تساعدهم فقط علي إيجاد الفرص و علي ملئ الإستمارات بطريقه احترافية ...
وصادف أن كتب صديق لي الأتي "من ضمن فوائد مدارس الاحد التى كنا نرتادها يوم الجمعة على رائ صحابى :انك بتتعلم من صغرك قيم مهمة لحياتنا زي اشكر ربك على كل اللى عندك .. علشان اللى عندك حلم كبير لناس كتير " وقال إن دي ترنيمة
في يوم أخر كنت في الكنيسه صباحاً دخل صبي لا يتعدي الخامسة بسرعه و"عوج " السجادة في نفس اللحظه قاما طفلان "عدل" تلك السجادة وكأنها مسؤليتهم ...
ونحن ندخل الي الجامع نجد الأطفال يتركون بقايا طعامهم و يتراشقون بالماء داخلها و النساء يتركن مناديلهن... كيف حدث هذا الفرق و لماذا !
فماذا فعل المتدينون من المسلمون... و ماذا فعلوا بأطفالهم
ولماذا عندما تجمع المسلمون تحت راية جعلوها سياسية طامحة لأبعد من الدين و الإنسان !
ولماذا لا يربي المسلمون ابنائهم مثل المسيحيون أو مثل ما رأيت !
كل هذه التسائلات اخترقت عقلي ولن تتركه إلا عندما يمسك بالإجابة .
هذه ليسة دعاية للأنافورة ولا انبهار بمكان تسوده المثالية , و أنما لقطات مما رأيت و شغل فكري و ربما هي مجرد أفكار و سرعان ما ستنسي ...
[caption id="attachment_58986" align="aligncenter" width="487"]
كنسية الانافورة مضاءة ليلًا بأنوار الشموع[/caption]
