قالوا عن فاروق شوشة في رحيله.. اتحاد كتاب فلسطين: حارس حديقة اللغة العربية.. نيفين الكيلاني: فقدنا أسطورة الشعر.. سهير المصادفة: رحل صاحب لغتنا الجميلة.. وابنته: اللهم أجرني في مصيبتي

رحل الشاعر فاروق شوشة عن عالمنا تاركا إرثا شعريا ومشوارا ثوريا وعمليا ممنهجا وناجحا ومليئا بالتميز الذي يجعله محفورا في ذاكرتنا إلى الأبد، فمن سمعه مرة لن ينساه مدى حياته. 

علاقاته الطيبة 
ولم يكن الإرث الذي تركه أعمال فقط فعلاقاته الطيبة مع كل من حوله جعلتهم يحزنون عليه ويفتقدونه، فكان كالنسيم كلما مر على شخص جعله سعيدا، وكان يتعامل مع كل من حوله وكأنه يريد أن يترك بداخله تلك البصمة التي تؤثر في القلب وتجلعه غير قابل للنسيان، فنجح في أن يأسر الأذهان بشعره ويأسر القلوب بصدقه. 

وتقول هنا كامل، إحدى جيران الشاعر فاروق شوشة: "إنه على مدى 3 سنوات من إقامتها في نفس المبنى الذي كان يسكن فيه الشاعر بحي الزمالك، لاحظت أنه هادئ كما النسيم الذي لا تشعر به ولا تراه".

وأكدت أن الحديث بينهما لم يكن يتعدى سلاما بسيطا وتمنيات بالصحة والتوفيق، قائلة: "لكني سأفتقد ابتسامتك الهادئة ووجهك البشوش الذي طالما تعودت عليه، وروحك الطيبة التي طالما تفاءلت بها.. رحمك الله وغفر لك ونعمّك بنعيم الجنة".

حزين عمر
وقال الشاعر والناقد حزين عمر، عضو لجنة تسيير الأعمال باتحاد كتاب مصر: "إن الشاعر الراحل فاروق شوشة تخلده أعماله الشعرية وتاريخه الأدبي الطويل وعطاؤه الإعلامي".

أضاف حزين: "لكني أتذكر له محطة سريعة وفاصلة من محطات حياته كنت شاهدا عليها.. مجلس إدارة اتحاد الكتاب وقد تولي رئاسته وكنت عضوا به.. سنتان من الأداء النقابي الرصين وإيثار المصلحة العامة وإدارة الحوار برقي، ويوما ما لمح فاروق شوشة أداء خارجا على هذا السياق من بعض الأعضاء فانسحب في إصرار وهدوء ولزم بيته».

أما رنا ابنته نعت رحيل والدها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

رنا فاروق شوشة
وقالت "رنا": "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، لا نقول إلا ما يرضى ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها".

كما نعت الكاتبة سهير المصادفة، فاروق شوشة، عبر تدوينة على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وقالت "سهير": "فاروق شوشة الشاعر المهذب الخلوق، رحل صاحب لغتنا الجميلة بصوته الرخيم، لن أنسى أبدا سماحته وسلامه الداخلي، وعدم غيرته من الإبداع الحقيقي، لن أنسى أبدا مقالته الاحتفائية بلهو الأبالسة في الأهرام.. وداعا يا أيها الشاعر الجميل".

ونعت أيضا الدكتورة نيفين الكيلاني رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية فاروق شوشة قائلة: "إن جيلا بأكمله قد تربي على أشعار الراحل، وكان صوته في الإذاعة المصرية مميزا، وهو يقدم برنامج لغتنا الجميلة، الذي علم الكثيرين منا بشكل مبسط لغتنا العربية".

وأضافت: "أننا بفقد الشاعر الكبير فاروق شوشة نكون قد فقدنا أحد أساطير الشعر، وواحدا من الشعراء العظام الذي لن يتكرر، ولكن الأمل في تلامذته أن يكملوا مسيرته، ويسيروا على دربه، مضيفة أنه أحد مؤسسي بيت الشعر العربي "ببيت الست وسيلة"، ومعه كبار الشعراء المصريين والعرب، وشارك في العديد من فعاليات بيت الشعر العربي".

وقال مراد السوداني، رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ناعيا فاروق شوشة: "سادن الحرف وحارس حديقة اللغة العربية.. الذي رحل عن عمر ناهز الثمانين عاما، قدم خلالها فضاء وسيعا للمعرفة وللكلمة الحرة".

وأضاف: «أطلق شوشة من أعلى المنابر وافر الكلام العلي والبهي مضيفا للمشهد الثقافي والإبداعي العربي عطايا الإبداع وسلامة اللغة مما يشوبها من هجنة وعجمة ولجلجلة، فقد كان مفوها وشاعرا رقيقا مبدعا، برحيل شوشة تفقد الثقافة العربية واحدا من السطور المضيئة في كتاب العربية».
 

وكانت آخر قصائد شوشة التي تلاها على جمهور معرض الشارقة للكتاب العام الماضي، قصيدة "خدم خدم" التي وجهها للمثقفين الذي يطرقون أبواب السلطة لنيل ما يريدون، وتوفى شوشة صباح اليوم، عن عمر يناهز 80 عاما.