تفاصيل الجلسة الثالثة لـ«تيران وصنافير» في البرلمان

عقدت الجلسة الثالثة لاجتماع لجنة الشئون التشريعية والدستورية، بمجلس النواب، بشأن اتفاقية تيران وصنافير، برئاسة الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، الذي أعلن اقتصار الحضور بجلسة مساء اليوم، على أعضاء اللجنة التشريعية فقط، بعد أن عقدت اللجنة اجتماعين على مدار أمس وصباح اليوم.

خرائط القوات المسلحة

وقال الدكتور علي عبد العال، إنه لم يعتد إلا بخرائط القوات المسلحة، والتي تعتبر الفيصل الوحيد في اتفاقية تيران وصنافير، وأضاف، خلال كلمته باجتماع اللجنة التشريعية، مكررا ما قاله من قبل، بشأن حكم الإدارية العليا، الذي قضى ببطلان الاتفاقية، بقوله: «للمرة الألف الحكم والعدم سواء ولن نسمح بأي سلطة تعتدي على البرلمان»، موضحا أن أغلب الخرائط المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اتفاقية تيران وصنافير، بها كثير من المغالطات.

كتاب أطلس

وأشار المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب، إن عددا من النواب، تقدموا بكتاب أطلس تابع لهيئة المساحة العسكرية بالقوات المسلحة، يتضمن ألوان متعلقة بجزيرة تيران وصنافير تابعة للأراضي المصرية، إلا أن الأمر كان على غير الحقيقة، مؤكدًا أنه تم الرجوع لهيئة المساحة العسكرية، والحصول على نسخة أصلية من هيئة المساحة العسكرية، تبين منها أن الألوان على غير الحقيقة ومغايرة تمامًا لما ظهر في الأطلس الذي تم تسلمه من عدد من النواب، في إشارة منه لنواب "25-30.

ولفت مروان إلى أنه تم تسليم نسخة أصلية لأمانة اللجنة التشريعية، متضمنة الألوان الخاصة بالجزيرتين بشكل واضح.

وأقر اللواء أركان حرب مجد بركات، نائب رئيس هيئة القضاء العسكري، بسعودية جزيرتي تيران وصنافير، وهو ما يترتب عليه صحة الاتفاقية الموقعة بين مصر والسعودية في شأن ترسيم الحدود بين البلدين، وأن ما يتردد بشأن سقوط شهداء من الجيش المصري على جزيرتي تيران وصنافير "كلام عار من الصحة" ولا أساس له، قائلا: "أتحدى أن يكون هناك شهيد واحد على الجزيرتين، فكافة الوثائق تؤكد سيادة السعودية على الجزيرتين".

الأرشيف البريطاني والأمريكي

ومن جهة أخرى، كشفت الدكتورة هايدي فاروق، خبيرة ترسيم الحدود، عن تكليفها مع السفير مدحت كمال، بوزارة الخارجية من قبل اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة الراحل، والمشير محمد حسين طنطاوى، للبحث في ملكية جزيرتي تيران وصنافير، وأنه من واقع مهامها تم التوصل إلى 7 صناديق من المستندات، من خلال الأرشيف البريطاني والأمريكي، وتبين أن كل الوثائق تثبت مصرية تيران وصنافير.

مصريتان بالمستندات

ولفتت خبيرة ترسيم الحدود، إلى أن كل الوثائق بالأرشيف البريطاني والأمريكي تؤكد أن تيران وصنافير مصريتان، وتتبعان سيناء ولم تكن تتبعان الحجاز، مشيرة إلى أنها اطلعت على الأرشيف البريطاني، ومنها وثيقة بتاريخ 4 أكتوبر 1934، متضمنة مصرية الجزيرتين، بالإضافة إلى أن «الهيئة العامة المصرية للمساحة، أعدت في 1918 بحثا، بشأن مصرية تيران وصنافير، وأيضا في 1967، تم تكرار هذا الأمر، من خلال الأرشيف الأمريكي، والذي تحدث عن مصرية الجزيرتين».

وشكك المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب، في حديثها، مؤكدًا أن الوثائق التي تمتلكها الحكومة تثبت خلاف ذلك، وما تم ذكره من قبل خبيرة ترسيم الحدود يحتاج للتدقيق، فيما تمسكت هايدي فاروق بموقفها، قائلة: «الجزيرتان مصريتان 100%».

بتاع أفلام

ووصل الأمر إلى مشادة بين كل من النائبين، مرتضى منصور وخالد يوسف، وبدأت الأزمة حينما طالب منصور، خالد يوسف بالجلوس، وعدم مقاطعة المستشارة هايدي فاروق، التي كانت تمثل إحدى الجهات السيادية، خلال الاجتماع، وأكدت أن تيران وصنافير مصرية، فرد عليه يوسف: «إجلس أنت متعمليش فيلم» ليعقب عليه منصور: «إنت اللي بتاع أفلام»، وتطور الأمر بينهما حتى تدخل النواب بين النائبين؛ لفض التشابك بينهما.

انسحاب خبيرة ترسيم الحدود

وأخيرا، انسحبت الدكتورة هايدي فاروق، خبيرة ترسيم الحدود، من اجتماع لجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، بعدما أعلنت عن مصرية تيران وصنافير، وشكك النائب مرتضى منصور في شخصيتها، متسائلا عن خطاب تكليفها من المخابرات العامة، بشأن البحث في حقيقة تبعية تيران وصنافير، كما ذكرت في حديثها، وأيضا عن جنسيتها، الأمر الذي اعترضت عليه هايدي فاروق، وانسحبت على إثره.

وحاول عدد من النواب منعها من الانسحاب، إلا أنها أصرت على موقفها، بقولها: «أنا عندي بيبي عاوزة أربيه، وزوجي دبلوماسي، ومصرية بنت مصرية»، وسط حالة من البكاء، وحدث مشادات بين نواب 25-30، ومرتضى منصور؛ بسبب ما اعتبر إهانة للخبيرة هايدي فاروق، الأمر الذي تدخل فيه رئيس المجلس؛ لإعادة الهدوء للاجتماع.