ومن الجيم ما قتل

يبحث الجميع عن رياضتهم المفضلة أملا في الحصول على تكوين بنياني صحي، لكن سوء الممارسة أو عدم المعرفة الجيدة بالرياضة التي تمارسها وأعراضها الجانبية تقلب السحر على الساحر، فمن الممكن أن يصاب الشخص بالأمراض القاتلة أو الوفاة في الحالة نتيجة لعدم تحمل الجسم والقلب لمضاعفات هذه الرياضة.

هبوط حاد
والدليل على ذلك هو وفاة المذيع والممثل الشاب عمرو سمير، الأربعاء الماضي، عن عمر يناهز 33 عاما، وأكد الطبيب الشرعي الإسباني الذي وقع الكشف الطبي على الفنان إثر وفاته بشكل مفاجئ على سريره بغرفته بأحد الفنادق بإسبانيا، أن الراحل فارق الحياة بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، بعد ممارسته لألعاب الجيم دون تناول أي أطعمة غذائية أو مشروبات سكرية، الأمر الذي أوقف قلبه بعد المجهود الكبير الذي بذله قبل نومه بساعات.

وكشف الموقع الطبي الأمريكي «لايف سترونج» عن الأضرار التي تحدث للجسم عند ممارسة الرياضة دون طعام أو مشروبات، وتشير بعض البحوث إلى أن هناك فوائد لممارسة الرياضة على المعدة فارغة، في حين تشير أدلة أخرى إلى أن الآثار السلبية تفوق الفوائد، قد يزيد حرق الدهون إذا كنت تمارس رياضة دون تناول الطعام، وارتفاع خطر استخدام العضلات للوقود والحد من مدة التمرين بسبب التعب.

وفاة مفاجئة
وفي نفس السياق، وجدت دراسة نشرت في "مجلة علم وظائف الأعضاء" في 2010 أن ممارسة الرياضة دون تناول الطعام قد تزيد من حرق الدهون وتحسن حساسية الإنسولين من أولئك الذين يأكلون قبل ممارسة الرياضة، ومن ناحية أخرى فإن التمارين عالية الكثافة، مثل رفع الأثقال تعتمد في المقام الأول على الجلوكوز، وإذا كانت مخزونات الجلوكوز منخفضة بعد عدة ساعات من الصيام، فقد يؤدي هذا إلى تكسير العضلات في جسمك لاستخدامها كوقود، وإذا كانت هناك مشكلة في القلب قد يحدث وفاة مفاجئة.

السكتة الدماغية
ويقول الدكتور أحمد عبد الخالق، أخصائي جراحة القلب والصدر، في تصريحات صحفية، إنه على الرغم من أهمية الرياضة إلا أنها في بعض الأحيان تسبب أزمات ومشكلات صحية لمرضى القلب، مؤكدا أن إسراف مرضى القلب، في ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، خاصة المجهدة قد تكون قاتلة، حيث يرفع خطر وفاتهم بالأزمات القلبية أو السكتة الدماغية، وهذا يحدث بسبب إجهاد عضلة القلب، وينصح مرضى القلب بممارسة الرياضة متوسطة الشدة، لمدة تصل إلى ساعة واحدة يوميًا، لمدة لا تقل عن 5 أيام بالأسبوع.

الرياضة العنيفة
ومن جانبه أشار الدكتور محمد نصر، أستاذ طب وجراحة أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب، أن ممارسة الرياضة العنيفة والتي تستلزم المزيد من الجهد تؤدي إلى وفاة صاحبها لكن أثناء الرياضة وليس بعدها، وهو ما يحدث للاعبين كرة القدم، لكن ما حدث مع الفنان عمرو سمير لا يمكن أن يكون بسبب الرياضة العنيفة حيث أنه توفي وهو نائم.

وأضاف «نصر» أن الشخص الذي يتعرض للموت المفاجئ بسبب الرياضة والمجهود البدني تعود إلى كون الشخص غير متدرب منذ الصغر على ممارسة الرياضة، أو كونه يمارس الرياضة بمجهود أكبر مرة واحدة، لكن يجب أن تكون متدرجة قبل الوصول إلى الجهد الأعلى، خاصة في لعبتي الإسكواش والتنس حيث يكون اللاعب متوقفا وفجأة يتحرك لضرب الكرة وهو ما يتطلب منه بذل مجهود مفاجئ.

وتابع بأن الوفاة المفاجئة أثناء النوم تعود إلى فقد كمية كبيرة من البوتاسيوم نتيجة العرق، أو إصابته بجلطة مفاجئة، أو عيب خلقي في القلب، وهو ما حدث للاعب المنتخب الوطني للدراجات إسلام ناصر خلال منافسات البطولة الأفريقية بعد تعرضة لتوقف عضلة القلب، حيث كان مصابا بعيب خلقي في القلب وهو تضخم عضلة القلب، بالإضافة إلى أن التدخين الزائد وعدم نظافة الفم والأسنان ومرض السكر هما أهم أسباب الموت المفاجئ.