الشعوذة عبر الفضائيات
بقلم:ابن رشد الجورنالجي
عندما تجلس فى المساء وبعد يوم عمل شاق ،امام التلفزيون وتبدا فى تحريك المؤشر صعودا وهبوطا بحثا عن فيلم يريح اعصابك او مسرحية تخفف عنك بعض من ضغوط الحياة او حتى برنامج يقدم لك محتوى يهمك، سياسي ،او ثقافى او ما شابه ذلك ، ولكن ومع الاسف ، سوف تشاهد ما يلقى عليك مزيد من الاعباء والضغوط ! فسوف تجد امامك برامج للطبخ باكثر مما يتطلبة الواقع المصرى ، سوف تجد برامج بغير هدف او بغير سبب، يمكنك ان تتجاوز عن هذا !
ولكن ما لايمكن قبولة، او التجاوز عنة ، ان تجد برامج للدجل ،والخرافات ، تذاع على بعض القنوات، نعم للدجل والشعوذة ؟
فهل يعقل ونحن فى القرن الواحد والعشرين ان تجد برامج تتحدث عن السحر والاعمال وفك الاعمال !! نعم كما تقراء بالضبط ! كيفية فك السحرالسفلى،والعلوى والقرين،وجلب الحبيب ،واعادة الغائب واللى غير ذلك من امور الدجل والخرافات والخُزاعبلات ،ومن الخطر ان تجد هذة الخزعبلات تبث عبر القنوات الفضائية المغمورة ومن جانب دجالين او مدعين ،
وتزداد الخطورة عندما تجد مثل هذة الممارسات المُشينة تبث عبر قنوات يفترض انها محترمه وتبث من داخل مدينة الانتاج الاعلامى، ومن اعلاميين معروفين ؟ ويفترض انهم محترمين ! فهذا اعلامى يستضيف شخص يزعم انة يقوم بفك الاسحار وانة يتوجه الى المقابر ليكتشف اين وضعت ولمن صُنعت، ثم ياتى بعد ذلك ليخبرك ذات الاعلامى انة كان يقاوم هذة الظاهرة بتسليط الضوء عليها ،وهو فى الحقيقة يساهم فى انتشارها ،؟ وقبل ذلك تابع الكثير من المصريين برنامج استمر لعدة حلقات يقدم للمشاهد عدد من النساء على اعتبار انهن قد تلبسهُن جان، واخذنا ياتينا بافعال تمثيلية لاقناع المشاهد بوجود الجانوالعفاريت !((وعلى هذا المشاهد المنهك المتعب ،ان يكون على حذر لانة يحيط بك جان فى كل مكان ، فقد يتلبسك جنى فى اى لحظة!!)) فهذة البرامج التى تبث كل يوم على هذة القنوات تُغيب الوعى ،وتزرع الجهل ، والتخلف، وهم بغيرمبالغة لايقلون عن خطر الارهاب على المجتمع المصرى !!؟ان لم يكن اشد خطورة، لان الجهل والخرافات بيئة خصبة لزرع بذور الارهاب .
ويوجد ايضا قنوات تستضيف اشخاص يقومون بالتنباء بالغيب وارجو ان لاتنزعج مما تسمع فهذا ما يحدث بالضبط فعندما يتم استضافت شخص لكى يقوم بتفسير الاحلام كما يزعمون فتجد الشخص المدعى ( الدجال ) رجل او امرأة يقوم بتفسير الحلم بانة سوف يحدث لك كذا وكذا وسوف لن تحصل على كذا اوكذا فماذا تسمى ماتسمعة اليس حديثا عن الغيب الذى سوف يحدث فى المستقبل والذى لايعلمة الا الله؟ بزعم ان ذلك تفسير للحُلم ، وسوف تجد ان الرجل او السيدة الذى او التى تلعب هذا الدورتحاول جاهدة ان تقدم تفسير يرضي المتصل الذى عبر عنها من خلال ما اسماة حُلم وربما تطلب اتقان الدور الحديث بالايات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة ،يضعونها فى غير موضعها و يتم تفسيرها بما يحقق مصلحة هذا الدجال او النصاب ؟
كان هذا هو المشهد الذى يمكن ان تصادفة وانت تتابع التلفزيون ليلاً او حتى نهاراً فهل يعقل او يقبل ان يتم استضافة الدجالين والمشعوذين ، ماذا يريد هؤلاء ان نقول لابناءنا وبناتنا؟ هل هذا البلد سوف ينهض ويتقدم بالخُزعبلات والخرافات؟ ، هل يمكن لتطوير التعليم ان يؤدى نتيجتة ، وهناك فى كل ليلة من يعبء العقول بالخرافات ؟،اين اجهزة الدولة المعنية من هذا ؟؟اين المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام ؟، اين كل الاجهزة المختصة بالحفاظ على امن هذا الوطن مما يحدث ؟؟
وقد يُقال ان الامر ليس بهذة الخطور فماذا يفعل برنامج هنا او هناك ، ونحن نقول انة شديد الخطورة ، لانة تغييب للعقل و تكريس للجهل وانصراف عن العمل بالدعوة للشعوذة والبحث عن حلول لمشاكلنا بعيدا عن العمل المستند الى العلم والمنطق بل استنادا الى خرافات تجاوزها الزمن .
كما ان ظهور دجال واحد على التلفزيون سوف يترتب علية ظهور مئات المشعوذين والدجالين فى طول البلاد وعرضها، فوجود هذا النموذج امام الناس هو شرعنة له ودافع لغيرة من الدجالين على الانتشار فى المجتمع ،، وفية ايحاء بجدوى هذة الخرافات ونفعها ،
فليس عندى شك ان اكتمال ترميم البناء الاجتماعى المصرى يستوجب ضرورة التصدى لمثل هذة الظاهرة الخطيرة فكيف يمكن ان ُتقدم بعض القنوات للناس نماذج للغش والتدليس والترويج للجهل والخزعبلات والخرافات، وتبقى بدون محاسبة ؟؟