حرب «الكوميكس» عنوان إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو.. رسومات 2019 أحدث طرق اختلاف الآراء حول «حركة الضباط الأحرار»..
الجورنالجي
قليلة هي الأحداث التي تصنع تاريخها، تقف متفردة في تحديد مصائر الأمة، يؤرخ ما قبلها وما بعدها، ولأنها بهذا التأثير الذي يمتد في الغالب لأجيال في حالة جمود التاريخ، فإنها تصبح صاحبة مناصرين كثر وأعداء كثر، ورغم انزعاج البعض من الجدل غير المحسوم لكن استمرار النقاش في حد ذاته أمر صحي.
وثورة 23 يوليو 1952 التي تحل ذكراها اليوم، من تلك الأحداث المفصلية التي صنعت تاريخها وحدد ملامح ونهج الدولة خلال العقود الماضية، ومع ذكراها يتجدد النقاش حولها ما بين المؤمنين بها وبأفكارها وبالطبع مؤيدين لقائدها جمال عبد الناصر، والطرف الآخر يقف المعارضون وينتمون في الغالب للرئيس الراحل أنور السادات الذي اتخذ طريقًا مغايرًا في الإدارة سواء من الناحية الاقتصادية بـ«الانفتاح الاقتصادي» أو من خلال الأداء السياسي.
هذا الجدل الصحي كان خلال السنوات الماضية عبارة عن حرب «بوستات» على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيدين لـ«ناصر» ومعارضين له، وتخصصت صفحات فيسبوكية في محاولة التقريب بسرد التاريخ والوقائع بعيدًا عن آفة التأييد أو المعارضة.
أسلوب جديد
في هذا العام تجدد النقاش كالمعتاد ولكن الوسيلة كانت هي الجديدة، فبدلًا من المنشورات التي تحمل هجومًا أو تأييد ظهرت «الكوميكس» كأداة فاعلة في هذا النقاش، ولعلها بدأت من معارضي ثورة 23 يوليو والرئيس جمال عبد الناصر تحديدًا، فبدأت «الكوميكس» الساخرة منه تنتشر على الصفحات صاحبة آلاف المعجبين، وتداولها الكثيرون.
ما ركزت عليه «الكوميكس» المعادية لجمال عبد الناصر، هي الهزيمة العسكرية في أكثر من معركة بحسب ما يرون، لتصوره الرجل الذي هُزم في كل معاركه ورغم ذلك أحبه الشعب.
رد الفعل
مؤيدو ثورة 23 يوليو وجمال عبد الناصر لجئوا لنفس ردة الفعل أيضًا ولكن تلك المرة تناولت سياسات ما بعد «ناصر» وتحديدًا عصر الرئيس السادات، وركزت «الكوميكس» على معاهدة كامب ديفيد ووجود الرئيس السادات في السينما ليلة قيام الثورة، وقد لاقت تلك «الكوميكس» أيضًا إقبال الكثيرين عليها.