الثلاثاء 19 مارس 2024 12:14 مـ 9 رمضان 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية !!

الدكتور محمد سيد أحمد
الدكتور محمد سيد أحمد

ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن الأزمة الليبية فقد كتبنا كثيرا على مدار السنوات العشر الماضية ومنذ اندلاع الأحداث الدامية في مطلع العام 2011, واليوم وصلنا إلى مطلع العقد الثالث من الألفية الثالثة وقد شهدت الساحة الليبية العديد من المتغيرات التي عقدت المشهد, وجعلت الأزمة الليبية متشعبة ومتعددة الأطراف سواء بالداخل أو الخارج, فهناك أطراف دولية تتحكم في الداخل وتحركه لتحقيق مصالحها, وغالبية هذه الأطراف الدولية كانت شريكة منذ البداية في العدوان على ليبيا, وكان الهدف الرئيس لهذا العدوان تقسيم وتفتيت ليبيا وسرقة ونهب ثرواتها النفطية, لذلك حاولت هذه الأطراف الدولية التي قامت بالعدوان وأطاحت بحكم القائد معمر القذافي بخلق ظهير داخلي لها من أبناء الشعب الليبي, حتى يسهل عليها تحقيق أهدافها الامبريالية وسرقة ونهب ثروات الشعب الليبي النفطية.

وها نحن الآن قد وصلنا إلى مفترق طرق هام للغاية مع مطلع العام 2021 حيث يبحث الجميع عن حل للخروج من الأزمة سواء الفرقاء الليبيين بالداخل, أو المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة, أو بعض الدول الاقليمية التي تهدد الأوضاع بالداخل الليبي أمنها القومي كمصر وتونس والجزائر والمغرب, وهنا لابد من التأكيد منذ البداية على أن الأزمة الليبية قد تم تدويلها ولا يمكن حلها بسهولة من خلال طرف واحد من هذه الأطراف الساعية للحل, وأن كل محاولة لا تراعي ذلك سوف يكون مصيرها الفشل وسوف يؤدي ذلك لإطالة أمد الأزمة, ومن أجل الوصول لحل حقيقي لابد لأى محلل سياسي أن يقوم بعملية تفكيك للمشهد المعقد لعناصره الرئيسية ثم إعادة تركيبه مرة أخرى بالطريقة التي يمكن أن تساعدنا في الوصول لحل مقترح للأزمة, مع الوضع في الاعتبار كل المتغيرات التي يمكن أن تعيق الحل المقترح.

 ولتفكيك المشهد لابد من العودة سريعا إلى مطلع العام 2011 حيث تعرضت ليبيا إلى مؤامرة حقيقية بهدف تقسيمها وتفتيتها والاستيلاء على ثرواتها حيث أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية إشارة البدء للربيع العربي المزعوم , وللآسف الشديد قامت الجامعة العربية المزعومة بالموافقة على قرار غزو ليبيا بواسطة الآلة العسكرية الجبارة لحلف الناتو, التي تصدى لها الشعب الليبي وجيشه وقائده لمدة ثمانية أشهر كاملة حتى استشهد معمر القذافي وسادت الفوضى البلاد نتيجة انتشار المليشيات الإرهابية المسلحة التي جلبتها قوات الناتو من كل أصقاع الأرض.  

وفى ظل هذه الظروف بدأ شبح تقسيم وتفتيت ليبيا يلوح فى الأفق, ففي ظل الحرب الأهلية وانتشار المليشيات المسلحة لم تعد هناك دولة ليبية حقيقية أو نظام سياسي واحد بل أصبح على الأرض قوتين مدعومتين من الخارج وكلهما شارك فى المؤامرة على ليبيا تحت مسمى ثورة 17 فبراير 2011 حيث شاركا فى العمل السياسي والعسكرى لإسقاط نظام معمر القذافى, واحدة فى الشرق (مقرها بنى غازى) والثانية فى الغرب (مقرها طرابلس).

 الأولى يقودها القائد العسكرى خليفه حفتر أحد القادة المعارضين لمعمر القذافي والذي احتضنته الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة, ثم أرسلته إلى ليبيا مع غزو حلف الناتو وشارك فى العمليات العسكرية ضد الجيش الليبي بقيادة معمر القذافى, ثم عينه مجلس النواب الليبي المنعقد فى طبرق برئاسة عقيلة صالح قائدا للجيش الوطنى الليبي فى عام 2015, وقاموا بترقيته لرتبة فريق, ثم رتبة مشير فى 14 سبتمبر 2016.
  والثانية يقودها  فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى ورئيس المجلس الرئاسي الذى تأسس فى ليبيا بعد اتفاق الصخيرات  فى 17 ديسمبر 2015 تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف وضع حد للحرب الأهلية الليبية, وهو الآن مدعوم من قبل تركيا وقطر, وتتحرك بإمرته المليشيات المسلحة, التى تنتمى لعدد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية. 
 
والواقع على الأرض اليوم هو صراع بين الجبهتين المدعومتين خارجيا, جبهة خليفة حفتر وعقيلة صالح من ناحية وجبهة السراج من ناحية أخرى, هذا إلى جانب جبهة ثالثة يحاولون تجاهلها وإبعادها عن المشهد وهى جبهة أنصار الجماهيرية بقيادة سيف الإسلام القذافي والتى تمتلك قوات مسلحة على الأرض ولها وجود فعلي لا يمكن تجاهله, هذا هو المشهد الداخلي, أما فيما يتعلق بمساعي حل الأزمة فهناك عدة مسارات: المسار الأول يتم بعقد جلسات حوار متعددة ومتكررة بين جبهتي (حفتر – السراج) سواء داخل ليبيا أو خارجها, والمسار الثاني يتم عبر المساعي العربية وأهمها التدخل المصري في محاولة للوصول لحل بين جبهتي الصراع (حفتر – السراج), والمسار الثالث يتم عبر الأمم المتحدة التي تتبنى مشروع يحاول حل الأزمة عبر جبهتي (حفتر – السراج) أيضا.

والواضح أن المسارات الثلاثة السابقة لم تفضي حتى اللحظة إلى أى نتائج إيجابية, لأنها جميعا تتجاهل عنصرا رئيسيا هو عقدة الأزمة كلها وهو المليشيات الإرهابية المسلحة الموجودة على الأرض الآن, والتي وإن كانت نظريا تابعة لجبهة السراج وتعمل تحت إمرته, إلا أن الواقع الفعلي يقول أن هذه المليشيات الإرهابية المرتزقة تابعة لعدة دول خارجية على رأسها تركيا ومن خلفها أمريكا هذا إلى جانب فرنسا وايطاليا وانجلترا, وبالتالي لا يمكن لأى مسار من مسارات حل الأزمة أن ينجح دون مواجهة مباشرة مع هذه المليشيات الإرهابية.

 لذلك نرى أن الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية - في محاولة لتركيب ما قمنا بتفكيكه - هو عقد مصالحة وطنية بين الفرقاء الليبيين ليس بين جبهتي النزاع (حفتر – السراج) فقط, بل بين كل الأطراف الفاعلة على الأرض ومنها جبهة أنصار الجماهيرية بقيادة سيف الإسلام القذافي, وتكون هذه المصالحة تحت مظلة عربية ترعاها مصر والجزائر وتونس والمغرب وهى الدول المهدد أمنها القومي بفعل استمرار الأزمة, ولابد أولا أن تعلن كل الأطراف ولاءها للوطن والتخلي عن التبعية للخارج, ولابد ثانيا أن تخرج تلك المصالحة الوطنية بتشكيل جيش وطني ليبي موحد تكون مهمته الأساسية تحرير ليبيا من المليشيات الإرهابية المرتزقة المدعومة دوليا, وبذلك تفقد القوى الامبريالية العالمية الطامعة في ثروات الشعب الليبي مصدر قوتها على الأرض, ومن هنا يمكن أن يكون هناك أمل في الحل, أما بقاء المليشيات الإرهابية دون مواجهة فهذا يعني إضاعة للوقت وفرص الحل, اللهم بلغت اللهم فاشهد.    

الطريق الوحيد حل الأزمة الليبية

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:14 مـ
9 رمضان 1445 هـ 19 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:33
الشروق 06:00
الظهر 12:03
العصر 15:30
المغرب 18:06
العشاء 19:23