محمد سليمان فايد يكتب: في عصر صال ”السنغال في القلب”


من السهل جدا بالكثير من دول القارة الإفريقية، أن تكون رئيساً خاصة إذا امتلكت بعض من الأدوات والامكانيات التى تساعدك على ذلك، وقد تكون نفسها الادوات التى تأتى بغيرك، لكن الأهم والاصعب أن تكون رئيساً بمحبة ورضا شعبك لانك تمتلك الحكمة وحب الناس والانتماء الحقيقى لتراب وطنك فتصبح واحدا من عدد قليل من الرؤساء الذين سيحفر التاريخ أسمائهم وتجربتهم في سجله، ومن هؤلاء يستحضرنى دائما اسم الرئيس السنغالي ماكي صال، فمنذ توليه مقاليد حكم السنغال كان شاغله الاول هو مشروع بناء الإنسان، وإيمانه بأنه أحد أهم أركان دولته، يشغله دائماً تحقيق العدل بين أبناء شعبه بكونهم سنغاليين لا يفرق بين أحد منهم باسم الدين أو السلطه.
والسنغال من الدول القريبة لوجدانى زرتها أكثر من مره ولى فيها اصدقاء لا تفرق مجالسهم عن مجالس اهل قريتى الطيبه، فيها تعرفت على الشيخة مريم حاملة القراءن الكريم، التى تعلم الكثير من أبناء السنغال والدول المجاورة حفظ القران الكريم،و سماحته وقيمه النبيله على يدها.
لم التق الرئيس السنغالي، من قبل ولكن سمعت عن حكمته من اخى وصديقى الاعلامى الكبير عبد الله محمدي وهو واحد من اهم الإعلاميين بموريتانيا والوطن العربي، وتجمعنى به علاقة الصديق والاخ والاستاذ الذي تعلمت منه الكثير، وربط بيننا على الطريقه المصرية العيش والملح، فأكلت معه مسقط رأسه "النباغية " بجمال الصحراء وحرية الإبل والشعور بأنك بين اهلك واخوتك،ليصبح واحد من أهم الروائيين والإعلاميين.
ويصف عبد الله، الرئيس ماكي صال ، بقوله هو الرئيس الانسان ، المتواضع ، العارف باحتياجات بلده ،والتواق للصعود به الى العلا، حكمة وثبات في الحكم .. على خطى سنغور ،أب السنغال ، نحو مجد هذا البلد الغرب أفريقي .
هذا الوصف شعرت بصدقه فكان واضحاً كل الوضوح،عند زيارة الرئيس ماكي صال قبل شهور لمصر ومشاركته فاعليات منتدى أسوان، معرباً عن تقديره الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، ومؤكداً حرصه على المشاركة في أعمال منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة،
و في إبريل من عام 2019قام قام السيسي بزيارة إلى داكار ومؤكداً استعداد مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع الجانب السنغالي في مختلف المجالات، لا سيما التبادل التجاري والاستثمار وتطوير البنية التحتية وتوفير الدعم الفني وبناء القدرات، فالرئيس السنغالي معجب بالتجربة المصرية الجديدة بالتنمية، خلال زيارتة القصيرة لمصر وجدته وسط عدد من المشروعات يسأل عن أدق التفاصيل من بينها مشروع الكهرباء والطاقة الشمسية والزراعة وغيرها من المشروعات،يسال عن كل شيء،لتجد نفسك أمام رئيس غير عادى،وضع السنغال بقلبه اينما ذهب
قبل اسابيع صدر كتاب كتاب الرئيس صال "السنغال في القلب" الذي صدرت ترجمته إلى العربية مؤخرا في الدار البيضاء، في المغرب عن "المركز الثقافي للكتاب"وستجد فيه الكثير من الاجابات عن شخصيته وتكوينه والأسباب التى تجعله مؤمن ببناء الإنسان مصدر التغيير والتنمية لدولة السنغال لأنه هو نفسه الإنسان الذي عمل واجتهد ويفتخر أنه جاء من أسرة فقيرة جدا ويفتخر بأمه ودورها بتربيته،في هذا الكتاب ستتعرف عن الإسلام المعتدل في بلاد السنغال.