الرئيس الألماني ينفي مسؤولية بلاده التاريخية عن جرائم التعذيب في تشيلي
الجورنالجى الجورنالجيرفض الرئيس الألماني يواخيم جاوك تحميل البعض بلاده المسؤولية القانونية عن جرائم التعذيب التي ارتكبها ألمان على أراضي تشيلي إبان حكم الديكتاتور أوجستو بينوشيه.وقال جاوك، مشيرا الى جرائم طائفة "كولونيا ديجنيداد" (مستعمرة الكرامة) خلال زيارته تشيلي اليوم الأربعاء، إن هذه الجرائم التي قام بها أفراد ألمان على أراض غير ألمانية تختلف عن جرائم الظلم والإرهاب والاغتيالات التي قامت بها دولة ألمانيا في بلدان أخرى مضيفا: "هذه قصة أخرى".
وكان المحامي الألماني التشيلي فينفريد هيمبل الذي يمثل أهالي الضحايا الذين وقعت بحقهم هذه الجرائم قد أكد أمس الثلاثاء أن ألمانيا تشارك في المسؤولية القضائية عن جرائم طائفة كولونيا ديجنيداد التي أسسها الألماني باول شيفر وكانت تمارس التعذيب المنهجي وجرائم الإساءة للأطفال في معسكر خاص بها.
وكانت هذه المستعمرة بمثابة مركز للتعذيب من قبل الشرطة السرية إبان حكم بينوشيه بين عامي 1973 و 1990.وقال جاوك إنه لا يمكن أن تلقي دولة تشيلي بالمسؤولية على ألمانيا في هذه الجرائم، بسبب ارتكاب مجموعة من المجرمين الألمان جرائم بحق مواطنيهم في تشيلي أو مواطنين من تشيلي نفسها أو تعاون أفراد هذه المجموعة مع الحكم المستبد في تشيلي آنذاك أو بسبب إقامة هذه المجموعة مركز تعذيب تحت سمع الحكم الدكتاتوري وبصره.و أدان جاوك أمس الثلاثاء صمت ألمانيا المستمر منذ فترة طويلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في "كولونيا ديجنيداد".وقال في اليوم الأول من زيارته الرسمية لتشيلي "الدول الديمقراطية تخطئ أيضا، وأحيانا تحتاج إلى اللوم".
وكانت "كولونيا ديجنيداد" أو مستعمرة الكرامة، والتي تقع في سفوح جبال الأنديز على بعد 300 كم جنوب العاصمة سانتياجو، عبارة عن بلدية ألمانية أسسها زعيم طائفة ألماني المولد يدعى باول شايفر في عام 1961.وفي أوجها، عاش حوالي 300 شخص في كولونيا ديجنيداد في ظل ظروف شديدة القسوة، معزولين عن بقية العالم، وتعرضوا لإساءة معاملة شملت التحرش الجنسي المنظم بالأطفال.
واستخدمت الشرطة السرية التابعة لبينوشيه الموقع لاحتجاز وتعذيب السجناء السياسيين حتى الاطاحة بالنظام في عام 1990.وحكم على شيفر بالسجن لمدة 33 عاما بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال وغيرها من الجرائم، وتوفي في السجن في عام 2010.