غضب في بريطانيا بعد منع مسجد للفتيات فوق سن 12 سنه من المشاركة في سباق الجري


كشف تقرير لصحيفة ديلي ميل، عن أن مسجد شرق لندن منع النساء والفتيات فوق سن الثانية عشرة من المشاركة في سباق خيري للجري في حديقة فيكتوريا، شرقي العاصمة البريطانية، وهو فعالية وُصفت بأنها عائلية وشاملة رغم اقتصارها على الرجال والفتيان من جميع الأعمار.
سباق الجري
الفعالية التي تحمل اسم سباق المسلمين الخيري ينظمها مسجد شرق لندن، ويشرف عليها مجلس بلدية تاور هامليتس الذي يقوده حزب أسباير برئاسة السياسي البريطاني من أصل بنغالي لطفور رحمن، الذي أُقيل من منصبه عام 2015 بتهمة التزوير الانتخابي قبل أن يُعاد انتخابه عام 2022.
وأثار القرار موجة من الانتقادات في الأوساط البريطانية، وسط تحذيرات من تصاعد ما وُصف بـ قيم الشريعة التي تتعارض مع القوانين والعادات البريطانية، وأعلنت لجنة المساواة وحقوق الإنسان أنها تدرس القضية بعد تلقيها بلاغًا بشأن سياسة الفصل بين الجنسين في الفعالية.
ناشطات وحقوقيات وصفن القرار بأنه تمييزي ومخالف لقانون المساواة البريطاني، وقالت البارونة شايستا غوهر، المديرة التنفيذية لشبكة النساء المسلمات في بريطانيا، إن المسجد على الأرجح انتهك القانون، فيما اعتبرت الناشطة النسوية كيلي-جاي كين، مؤسسة حزب النساء، أن منع النساء والفتيات فوق الثانية عشرة من المشاركة غير قانوني ويكرّس نظرة متخلفة لدور المرأة في الحياة العامة.
وأضافت، أن أي مؤسسة خيرية لا ينبغي أن تُعفى من الالتزام بالقوانين العامة بسبب الدين أو الثقافة، مشددة على أن المساواة أمام القانون يجب أن تسري على الجميع.
السباق السنوي، الذي كان يُعرف سابقًا باسم اركض لمسجدك، يُنظم منذ عام 2012 دون أن يثير انتقادات تُذكر بشأن سياسته تجاه النساء، غير أن بعض المشاركات السابقات عبّرن على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهن، متسائلات عن أسباب منع النساء حتى من السير أو المشاركة الرمزية.
الموقع الإلكتروني للفعالية يصفها بأنها يوم عائلي شامل، لكنه يوضح أن المشاركة تقتصر على الرجال والفتيان من جميع الأعمار والفتيات دون الثانية عشرة، وعند سؤال الصحيفة منظمي الحدث عمّا إذا كانت المراهقات والنساء البالغات ممنوعات، أكدوا أن المنع سارٍ عليهن بالفعل.
ورغم ذلك، دافع مسؤولو المسجد عن موقفهم، مؤكدين أن سياستهم قانونية تمامًا وتتماشى مع المادة 195 والجدول 23 من قانون المساواة، التي تتيح تنظيم فعاليات رياضية أحادية الجنس، مشيرين إلى وجود فعاليات مشابهة مثل سباقات النساء أو جلسات السباحة الخاصة باليهود الأرثوذكس في بعض المراكز البريطانية.
وفي مقال رأي موازٍ في الصحيفة، اعتبرت الكاتبة خديجة خان أن استبعاد النساء من السباق ليس حادثًا معزولًا، بل نتيجة لما وصفته بـ الهوس بالمفاهيم المتعددة الثقافات التي سمحت بتطبيع التمييز ضد المرأة تحت غطاء ديني.