رئيس الشيوخ: مصر قادت العالم نحو إنهاء الحرب في غزة.. والدستور أولى المجلس مهامَ سامية لدعم الديمقراطية


قال المستشار عصام الدين فريد رئيس مجلس الشيوخ المنتخب، في مستهل كلمته عقب فوزه برئاسة المجلس: "بسم الله الرحمن الرحيم، الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشيوخ؛ استهل حديثي بتهنئة حضراتكم جميعًا على فوزكم بعضوية هذا المجلس العريق، سواء بثقة الناخبين فيمن فاز في الانتخابات، أو بثقة السيد رئيس الجمهورية فيمن تم تعيينه".
وأكد رئيس المجلس أن عضوية مجلس الشيوخ تمثل شرفًا ومسئولية وطنية كبرى، مشيرًا إلى أن ثقة الناخبين واختيار رئيس الجمهورية يعكسان تقدير الدولة والمجتمع لدور هذه المؤسسة البرلمانية العريقة في دعم مسيرة الوطن وتعزيز الحياة السياسية والديمقراطية.
أعرب رئيس مجلس الشيوخ المنتخب عن بالغ امتنانه لثقة أعضاء المجلس في انتخابه رئيسًا للمجلس، مؤكدًا أن هذا التكليف يمثل شرفًا عظيمًا ومسئولية جسيمة يسعى لأدائها بما يرضي الله ويحقق تطلعات الوطن والمواطنين.
وأكد رئيس المجلس أن انتخابه لرئاسة مجلس الشيوخ فضل من الزملاء وشرف كبير، متوجهًا بالشكر والامتنان لأعضاء المجلس، وداعيًا الله أن يعينه على أداء الأمانة وأن يكون عند حسن ظنهم.
وأشار رئيس مجلس الشيوخ إلى أن مصر – شعبًا وقيادة – تدرك قيمة هذا المجلس العريق الذي جاوز عمره القرنين من الزمان، باعتباره أول مجلس برلماني في إفريقيا والشرق الأوسط، مؤكدًا أن الدولة تنتظر من المجلس مشاركة فاعلة في الحياة النيابية والسياسية في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية دقيقة.
وأوضح أن الوطن بُني من جديد ولا يزال يُبنى على بنية تحتية عظيمة لم يشهدها في تاريخه، أسهمت في رفع تصنيف مصر في مؤشرات التنمية وجودة الطرق والمرافق، لتصبح ضمن مصاف الدول المتقدمة.
وأضاف أن الزراعة والصناعة والتجارة نهضت على هذه البنية، وتهيأت الظروف الاجتماعية لحياة كريمة من خلال مبادرات أطلقها السيد الرئيس في مجالات الصحة والتعليم والعلم والتكنولوجيا، مؤكدًا أن كل ذلك تحقق رغم مساعي قوى أرادت الدمار للوطن، لكن الله حمى مصر ورد كيدهم.
وتناول رئيس المجلس في كلمته الأوضاع الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن مصر أثبتت مكانتها كقوة إقليمية عاقلة تملك القدرة وتختار الحكمة، مشيرًا إلى أن الدولة وضعت خطًا أحمر للخطر القادم من الغرب حمايةً للأمن القومي المصري، كما حمت حدودها الجنوبية من خطر الحرب الأهلية في السودان دون تدخل في الشؤون الداخلية للدولتين.
وأوضح أنه لم يتم التفريط في حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، مشددًا على أن فخامة الرئيس آثر طريق السلام رغم ما تملكه مصر من قوة، وهو ما أكسبه احترام العالم.
وأضاف رئيس المجلس أن الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على غزة كان عنوانًا للعزة والشرف، حيث أدانت مصر العدوان، وتمسكت بحل الدولتين، ورفضت تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأصرت على حقهم في البقاء على أرضهم داخل دولة ذات سيادة، مع إدخال المساعدات الإنسانية رغم العقبات التي وضعها الجانب المعتدي.
وأشار إلى أن ما تمناه السيد الرئيس تحقق بفضل الله، إذ جاء زعماء العالم إلى شرم الشيخ مؤيدين للموقف المصري، وشهدوا توقيع الاتفاق التاريخي الذي أنهى الحرب بعد طول يأس، مؤكدًا أن فرحة أهل غزة بعودة الأمان بعد سنتين من القتل والدمار كانت شهادة من العالم بقيادة مصر للمنطقة دون منازع.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ أن الدستور أولى المجلس اختصاصات رفيعة ومهام سامية، وجعله بيت الخبرة التشريعية والفكرية للدولة المصرية.
وأوضح أن المادة (248) من الدستور ناطت بالمجلس دراسة واقتراح ما يعزز دعائم الديمقراطية، وعلى رأسها الانتخابات والأحزاب والمجتمع المدني، وإعلاء قيم التسامح السياسي، وتمكين المرأة وإشراك الشباب، واقتراح تعديل القوانين ودراسة الأثر التشريعي للقوانين التي تمس المصالح الأساسية للمواطنين، كما ورد في المادة (63) من اللائحة الداخلية.
وأشار إلى أن الدستور كلّف المجلس بدراسة كل ما يدعم السلام الاجتماعي، وعلى رأسه مكافحة الإرهاب والقضاء على أسبابه، ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية، وتعزيز مبدأ المواطنة والتآلف بين أبناء الأمة.
كما أوضح أن الدستور اختص المجلس بدراسة ما يدعم المقومات الأساسية للمجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المنصوص عليها في المواد من (7 إلى 50)، وكذلك الحقوق والحريات العامة في المواد من (51 إلى 93)، إضافةً إلى قيم المجتمع العليا وتعميق النظام الديمقراطي وتوسيع مجالاته.
وأكد أن المادة (249) من الدستور حددت اختصاصات تشريعية إضافية للمجلس، بينما أحالت المادة (254) إلى أحكام أخرى تسري عليه أسوةً بمجلس النواب، بما في ذلك الأدوات الرقابية مثل طرح موضوعات عامة للمناقشة أو تقديم اقتراحات برغبة للحكومة، مشيرًا إلى أن التوصيات والمقترحات الناتجة عن دراسات المجلس سترفع إلى السيد رئيس الجمهورية وتُرسل إلى الغرفة الشقيقة "مجلس النواب".
وشدد رئيس مجلس الشيوخ على أن مهمة المجلس ليست يسيرة بل عظيمة، وتحتاج إلى عزم من أولي العزم، معربًا عن ثقته في قدرة الأعضاء بعلمهم وخبراتهم الواسعة على أداء هذه الأمانة في همة لا تعرف الفتور، وعزم لا يلين، دون موالاة أو محاباة، ابتغاء وجه الله ومصلحة الوطن.
وأضاف أن توفيق الله سيكون حليفهم ما داموا يعملون بإخلاص، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".
واختتم رئيس مجلس الشيوخ كلمته داعيًا الله أن يوفق الأعضاء لما فيه الخير، وأن يسدد خطاهم على طريق رفعة الوطن، قائلاً: "وفقكم الله إلى ما فيه الخير، وسدّد خطاكم على طريق رفعة الأوطان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".