محمد معيط: تحديات كبرى لمستقبل قطاع التأمين بظل حالة عدم اليقين العالمي

أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أن العالم يعيش في الوقت الراهن حالة غير مسبوقة من عدم اليقين على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية، وهو ما يفرض تحديات كبيرة أمام العديد من القطاعات، خاصة صناعة التأمين وإعادة التأمين.

الأحداث الجيوسياسية مثل الحروب والصراعات الإقليمية أصبحت من أكبر مصادر التهديد للاستقرار الاقتصادي

جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات مؤتمر التأمين وإعادة التأمين السابع بمدينة شرم الشيخ، حيث أوضح أن الأحداث الجيوسياسية مثل الحروب والصراعات الإقليمية أصبحت من أكبر مصادر التهديد للاستقرار الاقتصادي، وهو ما يزيد من حجم المخاطر ويضع ضغوطًا إضافية على شركات التأمين في محاولة تقدير حجم هذه المخاطر والتعامل معها.

وأشار "معيط" إلى أن الاقتصاد العالمي لم يتعافَ بشكل كامل من تداعيات جائحة كورونا، التي تركت آثارًا عميقة على سلاسل الإمداد وسوق العمل والنمو الاقتصادي، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتضيف المزيد من الضبابية والتقلبات الحادة في الأسواق العالمية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الطاقة والغذاء.

وأضاف أن فرض التعريفات الجمركية الأمريكية خلال السنوات الأخيرة أدى أيضًا إلى زيادة حدة التقلبات التجارية، وهو ما ساهم في تقليل معدلات النمو وتعميق حالة عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل الاقتصادي

ارتفاع مستويات الديون السيادية للعديد من الدول يجعل القدرة على إدارة المخاطر المستقبلية أكثر تعقيدًا

وأوضح أن ارتفاع مستويات الديون السيادية لدى العديد من الدول يجعل القدرة على إدارة المخاطر المستقبلية أكثر تعقيدًا، خصوصًا عندما يقترن ذلك بتغيرات تكنولوجية سريعة. وفي هذا السياق، أكد أن الذكاء الاصطناعي يمثل عاملًا مزدوج التأثير؛ فهو من جهة يقدم فرصًا كبيرة لرفع كفاءة المؤسسات وتحسين جودة اتخاذ القرار، لكنه من جهة أخرى يهدد بإعادة تشكيل سوق العمل، حيث تشير التوقعات إلى أن نحو 40% من الوظائف الحالية قد تتأثر بشكل مباشر بعمليات الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

وقال معيط إن الدول ذات الكثافة العمالية الكبيرة ستكون الأكثر تأثرًا بهذه التحولات، مما يستلزم استعدادًا مبكرًا من خلال تطوير المهارات وتهيئة المناخ التشريعي والتقني للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بدلًا من مقاومته. واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين، ليصبح جزءًا أساسيًا من عملية تحليل المخاطر واتخاذ القرار التأميني، بما يسهم في رفع القدرة على التنبؤ والتكيف مع التحديات المقبلة.