تصاعد انعدام الأمن يدفع مئات السكان للنزوح من جنوب كردفان
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن تسجيل موجات نزوح جديدة في ولاية جنوب كردفان، نتيجة التدهور المتسارع في الوضع الأمني واتساع رقعة العنف خلال الأيام الماضية.
وأفادت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة بأن القرى أصبحت تشهد حركة نزوح شبه يومية، مع انتقال مئات السكان بحثًا عن الأمان بعد تجدد الاشتباكات واتساع نطاق التهديدات التي تطال المدنيين، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية «سونا».
الحكومة السودانية: نرحب بكافة الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في السودان
موجات نزوح جديدة وتسارع وتيرة الهروب
ووفقًا للبيانات الميدانية للمنظمة، فقد نزح ما بين 400 و500 شخص من عدة قرى في محلية أبو كرشولا، بعد تصاعد التوترات الأمنية والهجمات التي استهدفت مناطقهم، ما دفع الأسر إلى ترك ممتلكاتهم وحقولهم والفرار نحو مناطق أكثر استقرارًا.
وأكدت المنظمة أن معظم النازحين وصلوا في أوضاع إنسانية حرجة، ولا يزال الكثير منهم بحاجة ماسّة للمأوى والغذاء والرعاية الصحية الأولية.
وفي السياق ذاته، سجّلت المنظمة نزوح نحو 310 أشخاص من عدة قرى تابعة لمحلية العباسية بولاية جنوب كردفان، في خطوة تعكس تنامي المخاوف من انهيار الوضع الأمني في مناطق كانت تُعد سابقًا نسبيًا أكثر هدوءًا.
وأوضح البعض أن موجات النزوح الجديدة ترتبط مباشرة بتوسع نطاق الاشتباكات بين جماعات مسلحة وانتشار حوادث النهب والاعتداءات، ما خلق حالة عامة من الهشاشة الأمنية دفعت المواطنين للفرار الجماعي.
وتشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن النازحين الذين قدموا من المنطقتين يشتركون في معاناة متشابهة، أبرزها فقدان المأوى، ونقص الغذاء، وتعطّل الخدمات الأساسية، إلى جانب حاجة عاجلة لمياه الشرب والحماية، خصوصًا للفئات الأكثر هشاشة من نساء وأطفال وكبار السن.
كما لفتت المنظمة إلى أن الرحلات التي خاضها النازحون كانت محفوفة بالمخاطر بسبب الطرق غير المؤمَّنة، إضافة إلى نقص وسائل النقل وغياب الإسناد الإنساني العاجل.
وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار النزوح بهذا المعدل يفاقم الوضع الإنساني في جنوب كردفان، خاصة مع محدودية قدرة المناطق المستضيفة على استيعاب موجات النزوح المتتالية، في ظل تراجع الخدمات وارتفاع أسعار الغذاء وصعوبة إيصال المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة.
وذكرت تقارير ميدانية أن بعض الأسر النازحة تستقر مؤقتًا في مدارس أو مبانٍ حكومية، بينما يلجأ آخرون إلى العراء في ظل غياب المخيمات المنظمة.
وتطالب الجهات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لتوفير حماية للمدنيين وتعزيز العمليات الإنسانية في الولاية، مع ضرورة تأمين الممرات لضمان وصول المساعدات إلى النازحين في المناطق المتفرقة. كما دعت المنظمة الدولية للهجرة إلى تعاون أكبر بين السلطات المحلية والشركاء الدوليين من أجل الحد من تفاقم الأزمة ومنع توسع دائرة النزوح.
ويؤكد مراقبون أن استمرار حالة انعدام الأمن يهدد بحدوث موجات نزوح أكبر خلال الأسابيع المقبلة ما لم تُتخذ إجراءات فعّالة لاحتواء الموقف، خصوصًا مع ازدياد اعتماد السكان على المساعدات الإنسانية في ظل فقدان مصادر رزقهم وابتعادهم عن أراضيهم الزراعية.
