الشتاء يجبر أوروبا على العودة للغاز الروسي.. هجوم علني وتعاون في الخفاء
على الرغم من الخطاب السياسي الأوروبي الصارم حول فك الارتباط مع موسكو وعقوبات وتهديد بسحب الأصول الروسية ومنحها لأوركرانيا في ظل الحرب المستمرة، تكشف تقارير صحفية إسبانية وإيطالية عن واقع مختلف على الأرض، حيث تعود بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتماد على الغاز الروسي، ولو بشكل غير مباشر، في ظل الحاجة الملحة لتأمين الإمدادات مع اقتراب موجات الشتاء القارس.
مستويات التخزين ما زالت دون المستوى المطلوب
أشارت صحف مثل الإسبانية «لاراثون» و«الكونفدنثيال» إلى أن مستويات تخزين الغاز في أوروبا، رغم تحسنها مقارنة بالسنوات السابقة، لا تزال غير كافية لضمان استقرار الأسعار في حال انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد.
وأضافت التحليلات أن البدائل المتاحة، وعلى رأسها الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة، تبقى أكثر تكلفة وأقل استقرارًا من حيث الإمدادات، مما يضع دول الاتحاد الأوروبي أمام معضلة حقيقية بين السياسة والواقع الاقتصادي وتفكير جاد في العودة للتعاون مع روسيا.
العودة غير المباشرة للغاز الروسي
وذكرت صحيفة «إنفوباى» الأرجنتينية أن استمرار تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا يحدث عبر طرق غير مباشرة، سواء من خلال عقود قديمة لم تُلغ بالكامل أو عبر دول وسيطة، ما يعكس فجوة واضحة بين الشعارات السياسية العلنية والاحتياجات الاقتصادية العملية.
ضغوط اقتصادية تزيد
في إيطاليا، حذرت صحف مثل «لا ستامبا» و«إل فاتو كوديتاينو» من أن القطيعة الكاملة مع الغاز الروسي قد تؤدي إلى ارتفاع فواتير الطاقة على المواطنين وزيادة الضغوط على الصناعة، خصوصًا في ظل تباطؤ الاقتصاد الأوروبي.
وأكدت هذه الصحف أن الواقع الاقتصادي بدأ يفرض نفسه، متجاوزًا التصريحات السياسية الصارمة، ما دفع بعض الحكومات الأوروبية إلى تبني حلول براجماتية لضمان استمرار الإمدادات بأسعار معقولة.
خبراء الطاقة: أوروبا لم تغادر الاعتماد على موسكو
ويرى خبراء طاقة، نقلت عنهم الصحف الإيطالية، أن أوروبا لم تغادر فعليًا مرحلة الاعتماد على الغاز الروسي، بل دخلت مرحلة إعادة تنظيم هذا الاعتماد بشكل أقل وضوحًا، بحيث يبقى ضرورياً لضمان الدفء واستقرار أسواق الطاقة مع اشتداد الشتاء.
وأضافوا أن القارة العجوز أمام اختبار صعب: الالتزام الصارم بالعقوبات على موسكو، أو اللجوء إلى حلول عملية تضمن استمرار الإمدادات، ولو من خلف الكواليس.
