معلومات الوزراء: توقعات بارتفاع حجم سوق التجارة الإلكترونية العالمي لـ6.48 تريليون دولار في 2029
أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن سوق التجارة الإلكترونية العالمية يواصل نموه المتسارع في ظل تحول جذري في أنماط الاستهلاك عالميًا، مدفوعًا بالتوسع في الرقمنة وتطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث بلغ حجم السوق نحو 4.12 تريليون دولار في عام 2024 مع توقعات بارتفاعه إلى 6.48 تريليون دولار بحلول عام 2029 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.49%.
وأوضح المركز - في تقريره الصادر ضمن مجلة «آفاق اقتصادية» - أن التجارة الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة للبيع عبر الحدود بل تحولت إلى منظومة عالمية متكاملة تضع المستهلك في قلب تجربة الشراء مدعومة بمنصات ذكية وخيارات دفع محلية وتجارب تسوق مخصصة، بما يتيح للمستخدمين طلب المنتجات من أي دولة واستلامها خلال أيام.
وأشار التقرير، إلى أن مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية مرشحة للوصول إلى 8.5 تريليون دولار بحلول عام 2026، كما يُتوقع أن يبلغ عدد المتسوقين الرقميين حول العالم نحو 2.86 مليار شخص في العام نفسه في وقت تمثل فيه التجارة الإلكترونية نحو 21% من إجمالي مبيعات التجزئة عالميًا في عام 2025 مقابل 20.1% في عام 2024 و18.8% في عام 2021 مع توقعات بارتفاع هذه النسبة إلى 22.6% في عام 2027.
الصين تتصدر المشهد العالمي
وعلى مستوى الدول أوضح المركز أن الصين تتصدر المشهد العالمي بنحو 904.6 مليون متسوق إلكتروني، بما يمثل قرابة ثلث مستخدمي التجارة الإلكترونية في العالم تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 288.45 مليون متسوق، حيث بلغ إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة 1.192 تريليون دولار في عام 2024 مع توقعات بارتفاعها إلى 1.29 تريليون دولار في عام 2025، وتمثل التجارة الإلكترونية 22.6% من إجمالي مبيعات التجزئة هناك.
ولفت التقرير، إلى أنه رغم هيمنة الصين على حجم المبيعات، من المتوقع أن تصبح شركة «أمازون» أكبر شركة خدمات استهلاكية عبر الإنترنت في عام 2025 بقيمة سوقية تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار، في حين بلغت القيمة السوقية لشركة «علي بابا» نحو 258.85 مليار دولار في أبريل 2025..مشيرا إلى أن دولًا مثل الهند والمكسيك وروسيا وتايلاند مرشحة لتحقيق أعلى معدلات نمو حتى عام 2029 بما يفتح آفاقًا واسعة للتوسع الدولي.
وأوضح المركز، أن قطاعات السيارات والأغذية والملابس تعد من أسرع القطاعات نموًا في مجال التجارة الإلكترونية، حيث من المتوقع نمو مبيعات السيارات بنسبة 18.8% في عام 2026 ونمو قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 16.3% خلال العام نفسه، كما يُتوقع أن ينمو كل من قطاع الملابس وقطاع الصحة والعناية الشخصية والجمال بنسبة 14.1% بحلول نهاية عام 2025.
وبيّن التقرير أن التجارة عبر الهاتف المحمول أصبحت الركيزة الأساسية للتجارة الإلكترونية عالميًا، حيث ارتفعت قيمة التجارة الإلكترونية عبر الأجهزة المحمولة في الولايات المتحدة من 362 مليار دولار في عام 2021 إلى 604.5 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بارتفاعها إلى 710 مليارات دولار بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن تمثل أكثر من 40% من إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية بالتجزئة في الولايات المتحدة خلال الفترة من 2023 إلى 2026.
وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، أشار التقرير إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادي استحوذت على أكبر مساهمة في سوق التجارة الإلكترونية العالمي في عام 2023 بحصة تجاوزت 57% من إجمالي الإيرادات، حيث بلغ حجم السوق في هذه المنطقة نحو 9.29 تريليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 42.82 تريليون دولار بحلول عام 2034 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 15.1% خلال الفترة من 2024 إلى 2034، مدفوعًا بازدياد معدلات التحضر والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية في دول رئيسة مثل الهند والصين واليابان.
وأوضح المركز أن أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا تشهد نموًا متزايدًا مدفوعًا بتطور البنية التحتية الرقمية وانتشار الهواتف الذكية وتوسع خدمات الدفع والتوصيل الإلكتروني، إلى جانب مبادرات حكومية داعمة للتحول الرقمي في عدد من الدول.
وتناول التقرير، أبرز التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية العالمية، والتي تشمل اشتداد المنافسة وتعقيد دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة، وصعوبة تلبية توقعات العملاء، ومخاطر الاحتيال وسرقة البيانات، وارتفاع معدلات الإرجاع إلى جانب اضطرابات سلاسل التوريد والتعقيدات المرتبطة بالتوسع عبر الحدود والاختلافات التنظيمية والضريبية بين الدول.
وأكد التقرير - في ختامه - أن التجارة الإلكترونية العالمية في عام 2025 تمثل قطاعًا واعدًا يتيح فرصًا هائلة للنمو والابتكار بدعم من الذكاء الاصطناعي وتوسع الهواتف المحمولة وتزايد الطلب على التسوق الرقمي، إلا أنها في الوقت نفسه تواجه تحديات متصاعدة تتطلب من الشركات جاهزية دائمة واستثمارًا مستمرًا في الابتكار والمرونة في التكيف مع تحولات السوق للحفاظ على قدرتها التنافسية.
