عام حب وسلام وحرية للجميع
بقلم إيناس صديق الجورنالجيإلي كل من يحمل دين يعبد به الله، ورسالة سماوية بقلبه، أقول له: كل عام والمحبة تغمرنا، والألفة مأوانا، والصدق غذاؤنا ومتنفسنا، كل عام وأنتم بخير.. والوطن بخير.. ووحدتنا الوطنية والعربية بخير.عام حب وسلام وحرية وتعايش وسعادة للجميع. أهلنا وأجدادنا ما علمونا إلا المحبة والإخاء والعيش المشترك.. علمونا أرقى معاني وأعمق مفاهيم تقوم على أساسها الحياة الكريمة. والشيخ محمد العريفي لا يمثل إلا نفسه، حتى يخرج من صومعته، ليدعوا الي التفرقة والعنصرية واثارة الفتن وتوجيه المشاعر الدينية نحو الحقد، ليفتي بتحريم معايدة المسيحيين بأعياد الميلاد ورأس السنة، بدلاً من أن يدعوا إلى الحب والتكاتف والتلاحم.. فمن كان يؤمن بالله يؤمن بكتبه ورسله. فيا دعاة الإسلام ترفعوا عن الصغائر لترتقي الأمم إلي الحضارة بالعيش المحترم واحترام الإنسانية. يا صناع الفتن بين المسلمين والمسيحيين، وكأنكم لم تستكفوا بعد بكل هذه الدماء الطائفية التي تراق، وأيديكم ملطخة بها لفتاويكم القذرة. يا من تبيعون الفتاوي وتتاجرون بها.. يا من تستخدمون الدين للضحك على البسطاء والسذج.. هل نسيتم أن هجرة المسلمين الأولى والثانية من مكة الي الحبشة عند الملك المسيحي النجاشي الذي حماهم وأطعمهم وكساهم، وحينما مات صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، أليس لكم في رسول الله أسوة حسنة!! هل نسيتم أن معركة اليرموك بقيادة خالد بن الوليد كان عدد العرب المسيحيين أكثر من عدد المسلمين بسته أضعاف من قبائل الغساسنة المسيحية بقيادة جبلة بن الأيهم قاتلو الرومان لتحرير بلاد العرب من الاحتلال الروماني. يقول الله تعالى في سورة المائدة الآية 82 ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) فالدين لله والوطن للجميع، والوعي الإنساني العميق الذي يجمعنا، بالإضافة إلى التعايش والسلام والتراحم تقوم عليه أديان ودول، وتبني به الحضارات. تمسكنا بوحدتنا وماتحمل في طياتها من محبة وعطاء وانتماء وإنسانية وحق وجمال أكبر من كل هؤلاء المدفوعيين لتدميرنا وسنتجاوز هؤلاء الأذناب المرسلة للتخريب.