البشرية في خطر.. حرائق الأمازون تمتص أوكسجين العالم

التهمت حرائق جديدة أجزاء واسعة من غابات الأمازون، لتضاف إلى سجل الحرائق التي تندلع كل يوم، ولكن المختلف تلك المرة، هو أن الحرائق بالأمازون تشكل تهديدا حقيقيا للبشرية، وتنذر بنقصان الأوكسجين الذي يتنفسه سكان العالم.

واتسعت رقعة الحرائق في غابات الأمازون، التي تشهد منذ شهر يوليو الماضي حرائق شديدة، حيث غطت مساحة تتجاوز 1.5 ألف هكتار.

وقال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، في بيان له، إنه تم رصد 1663 حريقا جديدا في البرازيل يومي الخميس والجمعة، نصفهم في غابات الأمازون، في حين نشر مرصد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صورا على موقعه الإلكتروني ظهر فيها غطاء كثيف من الدخان يغطي مساحات كبيرة من غابات أمريكا اللاتينية وأعلنت ولاية أمازوناس البرازيلية حالة الطوارئ بسبب الحرائق، إذ امتدت طبقة الدخان على مساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع فوق القارة اللاتينية.

غابات الأمازون 
وتغطي غابات الأمازون مساحات شاسعة من شمال غرب البرازيل وتمتد إلى كولومبيا والبيرو ودول أخرى من أمريكا الجنوبية، وتعد أكبر غابات استوائية في العالم، إذ تبلغ مساحتها نحو 5،5 مليون كلم مربع وتلقب بـ "رئة العالم"، وتنتج 20% من الأوكسجين في العالم.

خطرها 
تسببت الحرائق في إحداث طبقة كثيفة من السحب الضبابية التي غطت مدينة ساولو باولو، أكبر مدن البرازيل، وأغرقتها في الظلام، وذكر موقع أتلانتيك الأمريكي أن حرق الغابات يخل بالنظام البيئى ويزيد من نسبة ثاني أكسد الكربون في مقابل الأوكسجين، وهو ما يزيد من تأثير الاحتباس الحراري، موضحا أن زيادة تلك الحرائق تجعل الكرة الأرضية أشبه بصوبة زجاجية، في حين حذرت مجلة "فوربس" الأمريكية، من أن نقص الأشجار يؤدي لكارثة بيئية لن تقدر الحكومات على حلها، مبينة أن 20 مليون نسمة يعيشون في تلك الغابات، وهم في خطر كبير.

أزمة داخلية 
والحرائق تسببت في أزمة داخلية، ففي الوقت الذي أشار الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو إلى وقوف منظمات غير حكومية وراء الحرائق، اتهمت منظمات بيئية حكومة بولسونارو بالتقاعس عن حماية الغابات من الزحف البشر، وبينت أن سياسات الرئيس التنموية شجعت المزارعين على إزالة الغابات من أجل زراعة المحاصيل وتربية الماشية بهدف الاستثمار.

تدويل الأزمة 
الأزمة تخطت الصعيد الداخلي بالبرازيل، فأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس الماضي أن الحرائق في الأمازون "أزمة دولية" داعيا إلى مناقشتها خلال قمة مجموعة السبع التي تستضيفها فرنسا، وكذب بولسارو بشأن قدرة بلاده على حلها وحدها.