خبير اقتصادي: اتفاق تصدير الغاز المصري إلى لبنان خطوة مهمة جدا لتحقيق التكامل العربي
قال أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات، والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي إن توقيع اتفاق نهائى لتصدير الغاز المصرى إلى لبنان، خطوة مهمة جدا لدعم لبنان الذي يعاني من انقطاع في التيار الكهربائي حتى 20 ساعة في اليوم، ويواجه مشاكل اقتصادية وسياسية منذ سنوات تسببت بأزمات مالية حالت دون قدرته على استيراد سلع رئيسية، من بينها الوقود الضروري لتشغيل محطات الكهرباء وتحقق نوع من التكامل العربي بين مصر والأردن وسوريا ولبنان ولولا تبني مصر للمشروع من اللحظة الأولى ومتابعته بتفاصيله ودعم كافة مراحله لما حصل هذا الاتفاق.
وأضاف أن الاتفاقية تأتي وسط جهود دولية تبذل لمعالجة نقص الكهرباء في لبنان باستخدام الغاز المصري الذي يتم توريده عبر الأردن وسوريا وأتوقع تصدير 60 إلى 65 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً إلى لبنان.
وأشار إلى أن وزير البترول، كان قد قال سابقا إن قطاع البترول جاهز فنيا لتصدير الغاز المصري إلى لبنان، مؤكدا أن الأمر متوقف على الانتهاء من الاتفاق التجاري وأكد التزام مصر ودعمها للبنان الشقيق في إطار العلاقات الأخوية الوطيدة وتأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مساندة مصر لأشقائها اللبنانيين، وأن اتفاقية توريد الغاز تمثل إسهاما مصريا في حل مشكلة الطاقة بلبنان.
«البترول»: توصيل غاز لـ7 ملايين مشترك خلال الـ8 سنوات الماضية تقلبات قوية في أسعار النفط تهدد الوضع الاقتصادي وزير البترول يستقبل السفير الرومانى بالقاهرة لبحث الفرص الاستثمارية
وقال إن قطاع البترول والثروة المعدنية من أبرز القطاعات الاقتصادية المستفيدة من نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، مؤكدا أن مصر من الخمسة الكبار في إنتاج الغاز وبلغ إنتاجها خلال 2020 حوالي 5.6 مليار قدم مكعب يوميا.
وأوضح أن القطاع شهد طفرة كبيرة من حيث حجم التطوير والتحديث، وخاصة صناعة التكرير خلال السنوات الماضية، حيث انعكست ثمار الإصلاح الاقتصادي بتوجيه من القيادة السياسية علي تنفيذ مشروعات جديدة وضخ استثمارات كبيرة غير مسبوقة.
وقال الديب إنه خلال عام 2021 تم اكتشاف 52 كشفا بتروليا " 39 منها زيت خام و 13 غاز" بالصحراء الغربية وخليج السويس والبحر المتوسط وسيناء والصحراء الشرقية مضيفا أن مصر كانت تستورد غاز بـ 2.5 مليار دولار في 2018 والآن تصدر لأوروبا ودول أسيوية وبالشرق الأقصي الفائض عن حاجتها، وأن اكتشافات الغاز الضخمة تحول مصر الي دولة مصدرة وتنبئ بتحالف أوروبي شرق أوسطي جديد في سوق الطاقة علي حساب روسيا.
وأشار إلى أن الاستثمارات المحلية في قطاع البترول والغاز ارتفعت بنسبة 391%، لتصل إلى 32.9 مليار جنيه في عام 2020/2021 ، مقارنة بحوالي 6.7 مليار في عام 2014 / 2015 .
وأوضح أن زيادة الاستثمارات أدت إلى ارتفاع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 27% إلى 66.3 مليار متر مكعب في العام الماضي مقارنة بـ52.2 مليار متر مكعب في 2014 ، كما أن حجم الموازنات الاستثمارية الجديدة لشركات بترول القطاع العام، وصل لأول مرة إلى 30 مليار جنيه في موازنة العام المالي 2022 - 2023 في إطار التطوير الجاري بها.
وأكد أن التطوير يأتى في إطار استراتيجية الدولة للنهوض بقطاع الطاقة، وفي إطار رؤيتها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة وجذب للاستثمارات الأجنبية، مستغلة في ذلك موقعها الاستراتيجي والثروات الطبيعية التي تتمتع بها وتوافر مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذلك الأصول والبنية التحتية التي تم تطويرها على مدار السنوات السابقة.
ولفت الديب إلى أن حقل ظهر يضم احتياطات غاز بـ 30 تريليون قدم مكعب وفي امتياز نور البحرية 60 مليار تريليون قدم مكعب، وبلغت صادرات مصر من الغاز مليار قدم مكعب ومن المتوقع مضاعفتها أواخر العام الجاري، متوقعا أنه خلال 10 سنوات ستصبح مصر واحدة من أهم منتجي ومصدري الغاز عالميا ويدعم هذا اتفاق لتصدير 70 مليار مكعب من الغاز الاسرائيلي عن طريق منصات الغاز المصرية.
وأشار الديب إلى الشهادات الدولية التي تشيد بالقطاع ، وعلى رأسها البنك الدولي الذي أكد أن إصلاحات القطاع ساهمت في تعزيز الصادرات المصرية من الغاز الطبيعي ، فيما قالت منظمة «أوبك» أن مصر تخطو خطوات سريعة لتصبح مركزا إقليميا للطاقة ولاعبا عالميا في صناعة الطاقة، بفضل الاكتشافات الضخمة والتطوير المستمر لموارد الطاقة.
