دور الاعلام في الهجرة عبر المتوسط
الجورنالجيبقلم: فاتن فرادي
البحر الأبيض المتوسط، بحر تتلاقى فيه الحضارات و أحيانا تتقاتل عبر التاريخ و لكننا كثيرا ما نسمع و نقرأ عنه مؤخرا
في مقالات و روبورتاجات و غيرها من البرامج الإعلامية ما يصوره لنا في شكل
مقبرة تدفن فيها جثث المهاجرين و معها أحلامهم و آمالهم.
لا شك في أن أسباب الهجرة غير القانونية متشعبة و أن الأطراف التي لا بد من أن تتدخل للحد من هذه الظاهرة متعددة و لكن هل للإعلام دور؟ هل أن التغطية الإعلامية مهمة؟ و كيف للإعلام السمعي و البصري العمومي أن يقدم المعلومات الخاصة بالهجرة بموضوعية و دون تأجيج المخاوف من وفود "الآخر"؟ كيف له أن يفسر الظاهرة و يساعد المواطنين على فهم أسبابها و نتائجها و طرق التعامل معها؟
عن كل هده التساؤلات و غيرها˛ حاول أن يجيب المشاركون في النسخة 22 للمؤتمر السنوي للكوبيام ( المؤتمر الدائم للوسائل السمعية و البصرية في حوض البحر الأبيض المتوسط) بمالطا 26-28 مايو من تلفزيونات متوسطية في أغلبها عمومية و منظمات دولية ناشطة في ميدان الهجرة و حوار الثقافات و شركات إنتاج خاصة و مدارس متخصصة في الإعلام السمعي و البصري .
و هذا ما أكده رئيس الكوبيام ˛ السيد طلال المقدسي قائلا بأن لا بد من أن يشارك كل الأطراف من المجتمع المدني و المنظمات الدولية و الحكومات و الإعلام في بناء استراتيجية مشتركة لتناول هذا الموضوع المشترك و تنفيذها.
و قد نادى السيد حاتم عطاالله ˛ المدير التنفيذي لمؤسسة آنا ليند بشراكة جديدة مع الإعلام من أجل دعم الحوار بين الثقافات و ثمن دورالمجتمع المدني بما في ذلك الجمعيات و المنظمات غير الحكومية و المتطوعون من أجل دعم حقوق الإنسان و المجتمعات التعددية و دور المواطن نفسه على الميدان للمساعدة في التعامل مع الطوارئ المتعلقة بالهجرة و المساهمة في الانفتاح على الثقافات .“ صراع الحضارات “ الوافدة.كما أكد على أهمية دور الصحفيين في تغطيتهم للأحداث بمنأى عما يدعى بأنه
وفي نفس هذا الإطار˛ شجب السيد ميشال بوايون˛ الرئيس السابق للهيئة العليا للقطاع السمعي و البصري في فرنسا الخلط الذي يقوم به العديد من وسائل الإعلام بين الهجرة و البطالة و الأمن مؤثرين بذلك سلبا على الرأي العام. و أكد بأننا نعيش حقبة زمنية يتم فيها الهجوم على الحضارات و و لا تتصارع صراع فيما بينها كما يدعي البعض. كما نبه إلى أهمية الدور الذي تلعبه الهيئات المستقلة المنظمة للقطاع السمعي و البصري بتأثيرها على المشهد الإعلامي وعلى توجهاته.
و في ختام الأشغال˛أكد الكوبيام في الإعلان الختامي للمؤتمر على أهمية الموضوعية التي يجب على وسائل الإعلام أن تتوخاها متجنبة الأفكار النمطيىة و فاسحة المجال للتعدد و تنوع الآراء و دعا أعضاءه إلى أن يعززوا تدريب الصحفيين حول المواضيع المتعلقة بالهجرة و أن يبلغوا أصوات المهاجرين و ذلك برواية قصص حية بعيدا عن التفرقة العرقية و الدينية في إطار برامج و أفلام ترويجية و إنتاجات مشتركة .
و في هذا الإطار˛ اتفق الكوبيام و اتحاد إذاعات الدول العربية على موضوع النسخة الخامسة من بين الضفاف˛ الإنتاج المشترك العربي الأوروبي للأفلام التسجيلية الذي سيروي في إطاره مخرجو التلفزيونات المشاركة قصص سفر و ترحال و هو ما أكده الأمين العام للكوبيام˛ السيد بيار لويدجي مالزاني. سيكون المهاجرون أبطال البعض من هذه القصص.
كم نحن محتاجون في إعلامنا المتوسطي إلى أن يكون المهاجرون أبطالا لا فقط في الأحداث المؤلمة و الإجرام بل أبطالا في حياتهم اليومية في بلاد المهجر و في تحقيقهم لأحلامهم و لعل الأهم من ذلك هو أن يرووا بأنفسهم قصصهم و يكونوا فاعلين و لا مفعولا بهم˛ و لا شماعة يعلق عليها المتطرفون فشلهم و تعصبهم.
.
[gallery ids="26088,26089,26090,26091,26092"]